د. خيرية السقاف
يومان, ويقف الحجيج في عرفات..
ويكون كل رجل وقف في منفذ الوطن جنديًّا يقظًا لا تأخذه غفلة نائم, ولا تهاون غافل..
وقد استهدفت مواكب الحجيج بنوايا الراغبين في الفتنة, الساعين للخراب, المخططين بمكر,
ويرد الله كيدهم..
ولسوف يتولى كشفهم حتى يقضي بحج مبرور, وجهد مبارك, وأمن محاط بعنايته, ونوره تعالى..
يومان, ومكة المقدسة تعلو منابرها بحة الدعاء..
وتتردد في جنباتها أصوات المكبرين, المهللين, المتجهين لعرفات..
يومان, والقلوب في مكة من شغف الشوق لهدر الدمع.. لخفق القلب..
من ولع الشوق للهفة العيون ترنو إلى كل ذرة, ومعلم, وبقعة في المشاعر بحنين جارف..
ولهفة واجف, وإقبال مرتج طامح..!
هذا اليوم, يوم فيه القلوب معلقة بالسماء, والرجاء يا له من رجاء..!
ونحن هنا, في منأى عن الأرض المقدسة معهم نخفق بالدعاء, ونأمل في رجاء..
ونرجو في جهر وخفاء بأصدق الدعاء..
نسأل لهم ولنا من لا يخيب عنده السائل, فيجيب وهو خير من يجيب..
فاللهم اجعله بلدًا آمنًا..
واللهم احفظه يا من لا تغفل له عين أبدًا, ولا تنام, في الليل والنهار..
واللهم تولَّه بحفظك من كل مندس فأخرجه, ومن شره فامنعه..
اللهم أي من يريد الحج بسوء في مشعرك الحرام, داخل حدود هذه الأرض, لا تجعل له جنبًا يضطجع, ولا عينًا ترى, ولا نية تبلغ, ولا هدفًا يتحقق..
اللهم اهد إليه قلوبنا, ووجّه إليه عيوننا, وبين أيدينا جمد قدميه, وأبطل عمله, واهتك ستره.. واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا, في كنف سلامك, وعز أزرك, ومكين حرزك, وقوي قدرتك..
يومان, وعرفة بسطة كف تحت ظل الرب..
فاللهم لا ترد حاجًّا فيها خائبًا, ولا تائبًا غير مغفور له, ولا سائلاً بلا إجابة..
ولا قاصدًا دون أن تجبره, تخففه من الذنب بتوبته بين يديك, وأوبته إليك..
اجعله فرحًا برضاك وعفوك..
اللهم, بين يديك نبسط الرجاء, وننسج الدعاء, ونحن نعلم أن بين يديك لا ترد الدعوات, ولا يصد الضيف, ولا يخيب الواثق, فبابك مشرع, وعفوك مقصد, وأنت الكريم..
يومان, وكل حاج من الطلقاء في مكة الآمنة المطمئنة, المؤمنة المقدسة.
***
قليلاً معكم:
قرائي الأعزاء, كما تعهدون ألتقيكم سعداء موفقين, راضين محفوظين بعد الحج إن شاء الله, وأنتم بخير.