تركي بن ناصر الموح
زيارة الأمير محمد بن سلمان، وهي الثالثة له إلى الولايات المتحدة منذ تبوئه منصب وزير الدفاع وولي ولي العهد، بعد مشاركته في قمة كامب ديفيد الأولى في مايو 2015، ومرافقته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في سبتمبر الماضي، أتت بإيعاز من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لتلبية الدعوة الأمريكية.
اختلاف واشنطن في التعاطي مع ملف طهران لا يعني أن الرياض خارج اللعبة، وبالتالي رأى الأمريكيون لقاء الأمير محمد بن سلمان، وهذا ما صرحت به الجهات المنظمة للزيارة بأن هناك «لهفة أمريكية كبيرة» للقاء الأمير الشاب، الذي تعرفت إليه واشنطن أكثر من خلال مقابلاته الصريحة والشاملة مع «بلومبرغ» و(الإيكونومست).
السيد / رايان كاتوليس الذي كان مسؤولًا في مجلس الأمن القومي خلال إدارة بيل كلينتون يقول ان توقيت الزيارة مرتبط «بالظرف السياسي والاقتصادي»، فمن ناحية يقول كاتوليس، إن «خطة الأمير محمد بن سلمان الاقتصادية والقضايا السياسية العالقة مع الإدارة الأمريكية تتشابك وتحيط أفق العلاقة اليوم، وينبغي إحراز تقدم على المستوى السياسي لاستنباط نتائج على المستوى الاقتصادي، وهي دعوة صريحة من الأمريكيين أنفسهم من ساسة وصناع قرار ومراكز بحوث (Think Thank) وشركات للقاء مسؤول سعودي رفيع المستوى مثل الأمير محمد بن سلمان.
الرئيس أوباما المغادر للمكتب البيضاوي يريد ان يثبت نظريته no boots in the ground حيث إنه لا يريد ان يخوض حروبا ويدفع بالجنود الأمريكيين إلى منطقة خارج أمريكا وهذا ما دعاه للتعليق على المذكرة التي رفعها له 51 دبلوماسيا في الخارجية الأمريكية، يعملون كمستشارين في الملف السوري، مطالبين فيها بتغيير سياسة بلادهم تجاه سوريا، وتوجيه ضربات عسكرية ضد النظام السوري، إلا أن البيت الأبيض على لسان متحدثة صرح (أنه «لا تغيير في سياسة أوباما تجاه سوريا»، وأن «الرئيس صرح مرارا، وبكل وضوح، بعدم وجود حل عسكري للأزمة السورية، وهذه الرؤية ما زالت قائمة».) وهذا التصريح أطلق بعد لقائه بسمو ولي ولي العهد صباح الجمعة، لتتضح الرؤية السعودية حول الملف السوري، حيث كان اللقاء حول متابعة لقمة أبريل للرئيس مع قادة دول الخليج العربي في الرياض.
دعت السيناتور الجمهوري ليندسي جرهام، بأن يسمي السعوديون بـ «الحليف المهم». وأضاف «إنهم ليسوا بمثاليين، ولا نحن كذلك. ولكن أعتقد أن الأمير يمثل مستقبلًا مشرقًا، ونحن بحاجة فقط للحفاظ على استمرار التحالف».