خالد بن حمد المالك
منذ أكثر من عام احتفلت المملكة واليابان بمرور ستين عامًا على بدء العلاقات السعودية - اليابانية بفتح السفارات وتبادل السفراء، وكانت في مجملها سنوات مميزة وذات انسجام في العلاقات، وتطابق في وجهات النظر في كل ما من شأنه خدمة الشعبين الصديقين.
* *
وخلال هذه السنوات، كانت الزيارات على أعلى المستويات بين الرياض وطوكيو، فقد كان الملك فيصل أول من زارها، ليأتي بعده عدد من الملوك وأصحاب السمو، وكان آخر من قام بالزيارة لليابان الملك سلمان بعد زيارة الملك عبدالله لها، وفي المقابل فقد استقبلت الرياض الإمبراطور ورؤساء الوزارات وكبار المسؤولين اليابانيين.
* *
وامتدادًا لهذا التوجه في تجذير العلاقات، ها هو ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان يقوم بزيارة رسمية لها، على خطى من سبقه، ليجري مباحثات مع مسؤوليها حول ما جد من جديد من فرص في رؤية المملكة 2030 يمكن أن تشارك اليابان في استثمارها في سوق سعودي مفتوح للاستثمار الأجنبي.
* *
وقد لاحظنا الاهتمام الياباني بالزيارة الأميرية، وكأن اليابانيين كانوا على موعد خططوا له مسبقًا، لكيلا يكونوا خارج المشاركة في الانفتاح السعودي أمام من يرغب الاستثمار من الدول الاقتصادية والصناعية في مشروعات كثيرة بالمملكة أعلن عنها بوضوح وبشكل يساعد الآخرين على أخذ قراراتهم المناسبة، فكانت هذه الزيارة فرصتهم لكيلا يتركهم القطار الذي يتحرك الآن بسرعته القصوى.
* *
إمبراطور اليابان كان ضمن أولويات برنامج الأمير في لقاءاته مع القيادات والمسؤولين اليابانيين، وفي اللقاء كان بحث الشراكة والتعاون بين الرياض وطوكيو ضمن موضوعات اهتمام الدولتين، إذ إن كل من الأمير والإمبراطور حريصان على إعطاء زخم كبير للفرص التي تتيح للدولتين فتح المزيد من آفاق التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي والتعليمي والأمني.
* *
فاليابان تستورد ثلاثين بالمائة من حاجتها من النفط ومشتقاته، أي أن المملكة تحتل المرتبة الأولى بين الدول المنتجة في تزويد اليابان بما تحتاجه من النفط، والمملكة يصل ما تستورده من المنتوجات الصناعية اليابانية ومن مشاركاتها في مشروعات أخرى في المملكة إلى مليارات من الدولارات، أي أن التجارة بين البلدين تتنامى بسرعة، وتشكل صمام أمان لاستمراراها بهذه القوة.
* *
وزيارة الأمير محمد تأتي لتضيف إلى العلاقات السعودية اليابانية الشيء الكثير، إِذ إنها تتزامن مع إعلان الرؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 الذي انبثق عنها، وفي الرؤية ما يمكن لليابانيين أن يجدوه من محفزات لزيادة مجالات التعاون في البلدين، وتكثيف الاستثمار في الفرص التي تتيحها الرؤية التي تم الإعلان عنها قبيل زيارة الأمير لليابان.
* *
في الزيارة كانت هناك لقاءات كثيرة، وكان هناك منتدى، واتفاقيات تم التوقيع عليها، وتفاهمات بين الجانبين في مشروعات حيوية مفيدة لكل من الرياض وطوكيو، ما عبرت عنه تصريحات المسؤولين والمشاركين في هذه الاتفاقيات أو التفاهمات، وهذه مع شيء من التفاصيل عنها ستكون موضوع الحلقة القادمة إن شاء الله.