سمر المقرن
لا يُمكن لحكومة ملالي إيران أن تتعامل مع الحج كشعيرة إسلامية، وتاريخ التخريب في مناسك الحج الذي حدث خلال سنوات طويلة ماضية يشهد على هذا الفعل. وعندما أغلقت المملكة كل منافذ التخريب الإيراني الذي يحدث بشكل متكرر في أطهر بقعة تجمع المسلمين، قرر الملالي منع مواطنيه من الذهاب لأداء الشعيرة، مع أن المنع هنا محرّم بحسب اتفاق العلماء والمذاهب، ولا يُمكن أن يمنع الناس من أداء الركن الخامس إلا حكومة لا تعرف الله ولا واجبات عبادته.
حكومة الملالي ضعيفة.. هشّة، كل تصرفاتها وتخبطاتها واضحة للعيان، لا تحتاج إلى تفسيرات ولا تأويلات ولا إلى محللين لشدة وضوح تخبطّاتها ومحاولاتها في الاستعراض بعد المفاوضات التي قامت بها المملكة لمحاولة حلّ الأمور الخلافية بين الطرفين، والتي من شأنها أن تضمن سلامة وأمن الحجاج وهذه مسؤولية جسيمة تتحملها المملكة طوال العام وليس في موسم الحج فقط، لأن بيت الله الذي أكرمنا الله بخدمته وحفظ أمنه هو مسؤولية جسيمة تحرص عليها حكومتنا، وتوارث ملوكنا لقب خدمة الحرمين، وهذا اللقب هو قول وفعل، لذا فإن الجانب الإيراني لم يعجبه أن تُغلق السعودية كل المنافذ الذي يتسلل منها وقوع أي فعل تخريبي يهدف إلى تسيّس موسم الحج، فأرادت حكومة الملالي أن تمنع مواطنيها استمراراً في ظلم هذا الشعب المقموع!
بدورها السعودية لا يُمكن أن تقبل حرمان الشعب الإيراني في حقهم من أداء شعيرة الحج، فوضعت لهم التسهيلات بعيداً عن حكومة الملالي.
الشعب الإيراني مسكين، شعب مظلوم يرزح تحت وطأة حكومة ظالمة جعلته يعيش ويلات الفقر والجور والظلم. بل إن 30% من الإيرانيين وصلوا إلى مرحلة المجاعة. والمتابع للداخل الإيراني يشعر بالألم من الحالة الخطرة التي يمر بها هذا الشعب الذي يحكمه نظام قدّم كل أمواله وطاقته لإيذاء الغير!
مع هذا كلّه، لعلنا نقول إن في الأمر خيرة، وأن حج هذا العام لن يُعكر صفوه أي وجود إيراني يحاول النيل من المسلمين وإفساد عيدهم وفرحتهم، وأن يكون حجاً خالياً من المظاهرات التي تنظمها حكومة الملالي والتي تعرقل سير وأمن الحجاج، وحجاً خالياً من الشعارات السياسية المدسوسة لإيذاء الناس. فالحج شعيرة إسلامية نقيّة لا يُمكن أن تسمح السعودية بإفسادها من خلال ترويج الشعارات السياسية والمخططات التخريبية، وهو مكان للعبادة وليس لإثارة الفتن.. حمى الله حجاج هذا العام وكل عام.. وعيد أضحى مبارك.