د.عبدالعزيز الجار الله
عملت إيران طوال تاريخها مع الجزيرة العربية: دول الخليج العربي والسعودية واليمن والعراق، -عملت- على محاور عدة كل عامل بمعزل عن الآخر دون أن تخلطها:
الجوار الجغرافي.
العلاقات التاريخية.
الصلات الحضارية والاقتصادية.
العقيدة الإسلامية.
الجوار السكاني العربي الفارسي.
كانت إيران قبل قيام الدولة الإسلامية في أوائل القرن السابع الميلادي الأول الهجري تعيش صراع سيادة مع الدول والإمارات العربية التي كانت قائمة على طرفي الخليج الساحل الشرقي حالياً داخل إيران، والساحل الغربي التي تقع عليه دول الخليج العربي. وبعد المد الإسلامي من خليفة المسلمين عمر بن الخطاب وانكسار الدولة الساسانية في إيران واجتياح الجيوش العربية الإسلامية إمارات الجبال في إيران وآسيا الوسطى ووصولها حتى حدود روسيا، -بعد المد الإسلامي- أصبحت إيران ضمن الخلافة الإسلامية من القرن (7م) حتى قيام الدولة الصفوية في أوائل القرن (16) الميلادية واستمر صراعها مع الدولة العثمانية حتى الربع الأول من القرن العشرين.
عاشت إيران على تقلبات وتجاذبات العوامل لكنها في السنوات الأخيرة وبعد ثورتها عام 1979م منذ (36) سنة لعبت بجميع أوراقها وحاولت توظيف جميع العوامل: الجغرافية, التاريخية، الحضارية, العقيدة الإسلامية، الجوار العربي الفارسي، فالمتابع للصراع العربي الفارسي يدرك أن إيران لم تبق على ورقة واحدة إلا واستنفذتها، فاستهلكت جميع العوامل مع العرب، وكشفت كل الأوراق أمام العرب والعالم.
حركت إيران المذهبية الطائفية البغيضة بين المسلمين، وحركت الصراع الشعوبي المشين بين العرب والفرس، أشعلت صراع الأقليات العرقية على أرضيها بين: البلوش والتركمان والآذريين، والأكراد, والأهواز العرب, والجورجيين، والقوقاز ومن هم من أصول أرمنية، والخلطات السكانية من شعوب آسيا الوسطى والمقيمة على أراضيها. وسعت إلى إشعال المذهبية في البلاد العربية والانتصار للشيعة بل لكل الأقليات غير العربية، وعملت على محاربة كل من له صلة بأهل السنة والجماعة في إيران والبلاد العربية، أي أنها أحرقت جميع الأوراق مع العرب ومع غير العرب بالمنطقة، وتحولت من دولة كانت تؤدي دوراً عسكرياً الخليج القوي، تحولت إلى دولة ميليشيات وأحزاب عسكرية ومنظمات وقوى حشود شعبية، وقيادات طائفية دينية وعرقية، تحولت من دولة مؤسسات إلى دولة تخريب وفتن.