اللواء الركن م. د. بندر بن عبدالله بن تركي آل سعود
مع أنها تأسست بموجب مرسوم ماو زيدونق، الذي أعلنه في ساحة تيانانمين في بيجينق، أو بكين كما يعرفها العَّامة، عام 1369هـ الموافق أكتوبر 1949م، أي بعد ضياع فلسطين بسنة واحدة؛ إلا أن جمهورية الصين الشعبية المتوثبة دوماً، تُعد اليوم، بعد سبعة وستين عاماً فقط من تأسيسها، أكبر اقتصاد في العالم، بل حتى في مجال التقنية، تحتل الصين اليوم المرتبة الأولى كأكبر سوق في العالم لأجهزة الحاسوب الشخصية، إضافة إلى أنها تضم أكثر أسواق العالم العقارية رواجاً وحركة دائبة لا تعرف السكون، وفي شانغهاي وحدها (مانهاتن الشرق)، خير شهيد.
ومن المفارقات العجيبة أن شانغهاي هذه، هي المدينة الوحيدة في العالم، التي ورد اسمها في معجم ويبستر (Webster›s Dictionary) كفعل متعدٍ، يعني: وضع شخص ما بالخديعة أو الإكراه في موقف لا يحسد عليه. فضلاً عن هونغ كونغ (لؤلؤة الشرق) التي تعد أفضل مكانٍ أثيرٍ في العالم لممارسة الأعمال التجارية واستضافة المؤتمرات الأساسية، إذ تشهد سنويَّاً أكثر من (300) مؤتمر عالمي ومعرض تجاري، كما تُعد إحدى أهم مدن العالم التي يقصدها الناس للسياحة والتسوق، يقال إنها أسرت خيال العالم وعقله بطريقة لم تستطع حتى أية دولة في العالم أن تفعلها؛ وغيرهما من مدن الصين العديدة، التي تكاد كل مدينة منها تشكل دولة قائمة بذاتها، في مجال ما من النشاطات.
وتمتلك الصين بجانب هذا، أقوى جيشٍ نظاميٍ في العالم، قِوَامُه مليونا عنصر، مدربون على أعلى المستويات.. إضافة إلى امتلاكها تقنية صواريخ متقدمة جداً، فضلاً عن أنها دخلت النادي النووي العالمي منذ عام 1384هـ/1960م، يوم صنعت أول قنبلة نووية بنجاح.. وعليه، يستحيل اليوم أن تكون ثمَّة قوة قادرة على غزو الصين، بل إن مجرد التفكير في الحرب ضدها دولة لدولة، يُعد نوعاً من العبث والجنون، إن لم يكن نوعاً من الانتحار. ولهذا يرى فيها معظم السياسيين الأمريكيين والعسكريين، على السواء، أخطر مهددٍ لأمنهم القومي.
ومن يطالع تاريخ الصين، الذي يعود لأكثر من خمسة عقود، ليقف على ما كانت عليه البلاد من حال، وما تعرضت له من ظروف قاسية، ثم ما أصبحت عليه اليوم، لا يستطيع كتمان إعجابه بهذا الشعب الفريد، الذي أسَّس دولة أشبه ما تكون بالمعجزة، على أنقاض إرثٍ حافلٍ بالصراعات والحروب والمجاعات، إذ يكفي فقط أن أشير هنا إلى أن الصين شهدت أسوأ حرب أهلية في تاريخ الإنسانية في العالم، وأكثرها دموية، قُدِّرَ عدد ضحاياها بين عشرين إلى أربعين مليون شخص، إضافة لتعرضها لاثني عشر هجوماً عسكرياً أجنبياً، من: التيبتيين، الجورشيديين، المنغوليين (مرتان)، البرتغاليين، اليابانيين (مرتان)، المانشوريين، الإنجليز (مرتان)، الفرنسيين والألمان. فمات الصينيون بسهام الهون والمنغوليين، مثلما لقوا حتفهم برصاص المانشوريين، اليابانيين، الروس، الأمريكيين، الفيتناميين والبريطانيين. مما جعل المؤرخين يعزون خوف الصينيين اليوم من كل ما هو أجنبي وغريب عنهم، إلى تلك الغزوات الكثيرة التي اجتاحت بلادهم في الماضي، فعاثت فيها فساداً.
ويُطلق على جمهورية الصين الشعبية أحياناً، الأرض الأم، أو الصين الأم، أو البر الصيني، إشارة إلى البلاد الأساسية التي ضمَّت إليها بعض البلدان، لتكون الدولة القارية المعروفة ضمن حدودها الحالية، تحيطها صحراء قوبي، سيبيريا، سهل التيبت والبحار. تتميز بأرض خصبة غنية، تكونت عبر بلايين الأعوام من الفيضانات، قادرة على العطاء والإنتاج الوفير.
والحقيقة، لا يسع المجال هنا للحديث عن تاريخ الصين وجغرافيتها وثقافتها وإرثها الحضاري، وإن كنت أود ذلك، لأنه حديث مشوق بحق، ولهذا أود التركيز اليوم على هذا الإنسان الصيني، العاشق للعمل والإنجاز، العبقري الذي لا يكف عن التفكير لابتكار الجديد المفيد دوماً، الذي حقَّق كل تلك الإنجازات التي تشبه المعجزات. وحقاً، إن لم يفعل الصينيون غير توفير الغذاء لنفسهم، مع أنهم يشكلون (20 %) من إجمالي تعداد سكان العالم، (1.4) مليار نسمة تقريباً، حسب آخر إحصائية اطلعت عليها، لكفاهم فخراً. خاصة إذا قارنا هذا بدول في العالم يقل عدد سكانها عن سكان مدينة واحدة صغيرة في الصين، وتمتلك الأراضي الشاسعة الخصبة الغنية والمياه الوفيرة، واليد العاملة الماهرة الرخيصة؛ بل قد تكون إحداها عضو في منظمة الأوبك، ومع هذا يضيع معظم وقت شعبها في الاصطفاف في طوابير المخابز، بحثاً عن كسرة خبز يسدون بها رمق أطفالهم، وأحسب أنني في غنىً عن ذكر أمثلة لتلك الدول الفاشلة.. مفارقة عجيبة حقاً!.
تعمل (70 %) من القوى العاملة في الصين بالزراعة، وتعيش في مناطق ريفية، ويمثل إنتاج الأرز الذي يُعد الطعام الأساسي للشعب، أكثر من نصف إنتاج البلاد الزراعي. فتمكنت من القضاء على مشكلة المجاعة من خلال الثورة الخضراء. ولأن العمل في حقول الأرز يحتاج لتعاون وجهد جماعي، نجد أن الصينيين يُعلون كثيراً من قيمة الكد والاجتهاد في العمل، حتى في أسوأ الظروف، لدرجة أصبحت تلك الفكرة تُمثل جوهر الموضوع.. إذ يحرصون على غرس تلك النزعة المترعة بروح الجد والمثابرة في مرحلة الدراسة الأولية، التي تتسم بساعات طويلة، لأسابيع طويلة، وبالتالي سنة دراسية طويلة أيضاً، تمتد لـ(251) يوماً، بزيادة (70) يوماً حتى عن أمريكا.
ويظهر الصبر والمثابرة الذي يرى فيه الصينيون أهم أسباب النجاح و أجدرها بالاحترام، في أبسط صوره، في تعلم اللغة الصينية المكتوبة، التي تعد مسألة تنمية للذاكرة أكثر منها مسألة تعلم حروف هجائية لتكوين أصوات وكلمات. إذ يتعلم الطالب في المرحلة الأولية، خمسة آلاف رمز أو حرف أبجدي، يشتمل معظمها على معلومات مصورة وإشارات عن النطق، عليه حفظها واستذكارها عند الحاجة.. ولأن اللغة الصينية تصورية (في شكل صور)، فإن اللغة المكتوبة تعزِّز التفكير بطريقة خيالية، فمن السهولة بمكان تجسيد الأزهار عن طريق الرسم، مما يمكنك فعله مع الفلسفات. ولأن الكلمات هي صور أكثر منها تتابع حروف كما هو معروف، نجد أن تفكير الإنسان الصيني يُعنى بالوحدات الكليَّة، أكثر من عنايته بالتحليل أو بالتقسيم على أجزاء، وهكذا تكون المعلومات في شكل صورة كبيرة متكاملة واضحة؛ على النقيض تماماً من الاختزالية والتبسيط الغربي الذي ينزع إلى تجزئة المشاكل إلى أجزاء، بحيث يمكن حلّها ومعالجتها.
وتتضح أهمية هذا إذا استحضرنا مقولة كونفوشيوس، الفيلسوف المصلح الاجتماعي الصيني، المعلم والزعيم الديني: (الصورة تعدل ألف كلمة)، الذي اعتمدت تعاليمه أساساً للتعليم الصيني لألفي سنة، وسبق فلاسفة أوروبا الذين قادوا حركة التنوير في كثير من أفكاره.. وإن كان قد ظهرت مؤخراً حروف هجائية مبسطة في الموطن الأصلي، إلا أن بعض مناطق في الصين، كهونغ كونغ مثلاً، ما تزال تعتمد الألفباء التقليدية.
وتظهر روح الكدح والجد الفطرية لدى الشعب الصيني بوضوح جلي، من خلال بداية تحول الاقتصاد إلى شركات حرة. إذ وظفت الدولة قدرات مواطنيها لتسريع عجلة الاقتصاد والنهوض بالبلاد، فاعتمدت تغيرات اقتصادية واجتماعية مثيرة بحق، وانتهجت نظاماً اقتصادياً مزدوجاً، جمع بين الاشتراكية والرأسمالية، فيما يعرف بـ(نظام السوق الهجين) ورفعت القيود عن الصناعة واستيراد التقنية الحديثة، وخصصت الشركات الحكومية غير المنتجة، المكتظة بالعمال والموظفين، وعملت بدأب منقطع النظير لتذليل كل الصعاب أمام تدفق الاستثمارات الأجنبية التي تشكل اليوم نحو (73 %) من إجمالي الناتج الوطني المحلي، فضلاً عن انضمام البلاد لمنظمة التجارة العالمية، وإدخالها تعديلات جوهرية على قوانين تنظيم الأعمال التجارية، الاستثمار الأجنبي، قوانين حقوق الإنسان والموارد أو حقوق الملكية الفكرية، التي تغطي ثلاث مجالات أساسية: قانون براءة الاختراع، قانون النشر والتأليف وقانون العلامة التجارية. إضافة لتوافر قوى عاملة رخيصة، متعلمة، مدربة، منظمة ومؤدبة أيضاً؛ يقال إنها هي التي تحدد الأسعار اليوم على مستوى العالم.
من جهة أخرى، عزَّزت الصين مبادئ مهمة، كالشفافية والنزاهة والأمانة والإخلاص والصبر على العمل، والانفتاح الاقتصادي على العالم كله، والتنافس الشريف. فضلاً عن موافقة أمريكا على إقامة علاقات تجارية طبيعية دائمة معها، على قاعدة راسخة.. بل جدير بنا أن نشير هنا أيضاً لدور الشركات والمؤسسات، العامة والخاصة، في تحمل مسؤوليتها الاجتماعية؛ ويمكنك أن تتخيل ذلك إذا أدركت أن الدخل السنوي لنادي هونغ كونغ للفروسية مثلاً، يبلغ اثني عشر مليار دولار أمريكي. يُعاد مليار ونصف المليار منها لأهالي هونغ كونغ في شكل ضرائب، تشكل (11 %) من إجمالي عائدات ضرائب الجزيرة كلها. ليس هذا فحسب، بل يتبرع النادي أيضاً بنحو مائة وثلاثين مليون دولار سنويَّاً للجمعيات الخيرية.. إضافة إلى تبرعه في مجالات عامة أخرى، إذ تبرع على سبيل المثال، بثلاثمائة مليون دولار لتشييد جامعة هونغ كونغ للعلوم والتقنية، التي تعد اليوم من أشهر جامعات آسيا وأكثرها رُقيَّاً وتطوراً.
وكم كنت أتمنى أن تحذو مؤسساتنا وشركاتنا بشقيها، ورجال الأعمال عندنا ونساؤها، حذو نادي هونغ كونغ هذا؛ لا ليبنوا الجامعات والمدارس والمستشفيات وغيرها من مرافق عامة فحسب، بل ليستجيبوا أيضاً، قبل كل شيء، لنداء المفتي، سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، -حفظه الله-، لتأسيس صندوق خيري لدعم المجهود الحربي، أسوة بصندوق دعم أسر شهداء الواجب؛ دعماً معنوياً لأولئك الأبطال الأشاوس، الذين لا يفرحون بشيء اليوم مثل فرحهم بتقديم أرواحهم الزكية دفاعاً عن مقدساتنا وأعراضنا وحدود بلادنا ضد كل معتدٍ غاشم آثم؛ لننام نحن ملء جفوننا، ونذهب مطمئنين لإدارة أعمالنا تلك وتحقيق الأرباح، بعيداً حتى عن أزيز المدافع وضجيج المعركة، الذي تحمله جنودنا عنَّا. مما حدا بالأمريكيين للتباهي بنجاح منظومتهم الدفاعية نتيجة قدرة الجندي السعودي البطل الفائقة في توظيفها بمهارة مدهشة بلغت (100 %)، فأحبطت كل محاولات المنشقين في اليمن (السعيد) على استهداف حدودنا بصواريخ سكود، التي أصبحت هدفاً لنيران جندونا البواسل؛ ففجروها كلها في السماء؛ بل أذهلوا المارقين أحياناً، ففجروها في قواعدها قبل انطلاقها، كما حدث اليوم قبل ساعة واحدة فقط وأنا أعد مقالي هذا للنشر.
وصحيح، الدولة -رعاها الله- لم تقصر، و لن تقصر أبداً، بل حاشاها التقصير في أبنائها، وهي المغيثة للعالم أجمع، أينما كان هناك نداء استغاثة، لكن كما أسلفت، تشكل المبادرات الاجتماعية رافداً مهماً للدعم المعنوي لا غنىً عنه، لا يقل مضاءً عن الذخيرة في حسم المعارك.. فهكذا تعلمنا في المدارس العسكرية.
أعود لموضوع الصين، لأقول: يضاف إلى كل ما تقدم، قدرة الصينيين الهائلة على الادخار واقتصادهم في الإنفاق؛ يؤكد هذا تجاوز ادخار الصين اليوم، نظيريه في أمريكا واليابان. فكان بدهياً أن تفضي تلك الجهود مجتمعة لوثبة عملاقة، أدت لازدهار اقتصادي؛ فأصبحت الصين اليوم أهم سوق في العالم، وتمدّد اقتصادها وانداح خارج حدودها، على نحوٍ لم يشهد له العالم مثيلاً منذ قرن تام كامل من الزمان، فبهر مستثمري العالم وسحر لبَّهم، وتحولت البلاد إلى مصنع كبير، يضج بالحركة والنشاط، وتحولت من مرحلة الدول النامية لتنضم إلى قائمة العشرين دولة الصناعية الكبيرة في العالم، بل قل إلى السبعة الكبار، ليس هذا فحسب، بل انضم اليوان اليوم بكل ثقة وثبات، إلى سلة عملات صندوق النقد الدولي لحقوق السحب الخاصة، جنباً إلى جنب مع الدولار الأمريكي، اليورو الأوروبي، الجنيه الإسترليني والين الياباني.
وقطعاً، كان للمهرجانات الوطنية في العاصمة بيجينق (أولمبياد عام 1430هـ/ 2008م) التي تزامنت مع موجة كساد الاقتصاد العالمي، إضافة لمعرض شانغهاي العالمي، الذي أقيم عام 1432هـ/ 2010م، دور كبير في تخفيض وطأة المشكلة على الصين. إذ صرفت (34) مليار دولار على الألعاب خلال السنوات التي سبقتها، منها (22) مليار على تحديث العاصمة وتسهيل شبكة المواصلات فيها، يقال إنها استوردت آنئذٍ نصف إنتاج العالم من الحديد والإسمنت، مما جذب إليها مستثمري العالم من كل فجٍ عميقٍ. وإذا تذكرنا أن الصين اضطرت عام 1414هـ/ 1993م، لتعويم سعر صرف عملتها، وقارناه بهذا الإنجاز العظيم اليوم، ندرك يقيناً حجم الجهد الهائل والمثابرة الدؤوبة التي بذلها هذا الشعب الاستثنائي الفريد في تنمية بلاده ودعم اقتصادها. وكان طبيعياً أن يُفضي هذا الازدهار الاقتصادي الراسخ الثابت، إلى إصلاح سياسي لا تخطئه عين. يبشر بقدرة الاقتصاد الصيني على المحافظة على معدل نمو سنوي ثابت، مع إدراكنا جميعاً لصعوبة تحقيق مهمة كتلك، حتى على دولة جادة كالصين، وشعب شغوف متوثب، مسكون بروح الجد والمثابرة كشعبها؛ لا أعرف شعباً غيره أدرك مثله تلك القوى الدافعة الأساسية المميزة، التي تكمن عادة خلف النظم الاجتماعية والاقتصادية، التي علَّلها آدم سميث، الفيلسوف الأخلاقي الاسكتلندي الشهير، الذي يُعد أحد رواد الاقتصاد السياسي، في كتابه (أسباب ثروة الأمم) الذي صدر عام 1190هـ/1776م، ويُعد أول مؤلف في العالم يتناول الاقتصاد الحديث، علَّلها فيما يوصف اليوم بأهم جملة كتبت باللغة الإنجليزية على الإطلاق، ترجمتها: من خلال سعيه الدائم لتحقيق هدفه الشخصي، يُقَدِّم الإنسان دعماً هائلاً لتحقيق هدف المجتمع، يفوق كثيراً ما يمكن أن يقدمه من دعم عندما ينوي فعلاً تعزيز ذلك الهدف. فمن وجهة النظر الصينية، لا شيء أهم للفرد من مكانه في سياق محيطه الاجتماعي. فقد استمدت العلاقات الاجتماعية جذورها من طاعة الابن لوالديه والإخلاص للأسرة والولاء لها؛ غير أن الفكرة امتدت لتشمل دائرة الأصدقاء، أصدقاء الأصدقاء، زملاء الدراسة السابقين، الأقارب وكل من تربط بينهم مصالح مشتركة؛ وبالتالي الولاء للكيان الكبير الذي تمثله الدولة. على النقيض تماماً من غريمهم التاريخي (الأمريكيين)، الذين يثمِّنون الروح الفردية كثيراً على روح الجماعة، أكثر مما تفعل أية دولة أخرى في العالم.
وبعد:
إن دولة بأهمية الصين، ورشة العالم، ومركز أبحاثه وتنميته، وأكبر سوق للنفط في العالم اليوم، إذ يتوقع خبراء مكتب الطاقة العالمي، الذي يتخذ من باريس مقراً له، أن يرتفع نصيبها من نفط العالم المستورد بحلول عام 1425هـ/2030م، (80%)، بل أكبر سوق على الإطلاق؛ ساهمت بقدر وافر في عودة آسيا بقوة لدورها التاريخي محوراً لشئون العالم.. إن دولة قارة، يعد أهلها أكثر شعوب العالم لطفاً ودماثة وكياسة مع أصدقائهم.. إن دولة مهمة كالصين، لم تكن لتغيب عن اهتمام قيادتنا الرشيدة؛ فأصبحت بلادنا اليوم أكبر مصدِّر عالمي للنفط إليها، وأكبر شريك تجاري لها، على مستوى غربي آسيا وإفريقيا.
وجاءت زيارة أخي صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، -حفظه الله ورعاه وسدّد على طريق الخير خطاه-، إلى الصين، على رأس وفد بلادنا للمشاركة في قمة العشرين، ترسيخاً لتلك الشراكة المتميزة، والجهود الحثيثة، التي وضع لبنتها الأولى قادتنا الكرام، مع أضخم سوق في العالم، قبل ثلاثة أرباع القرن.