سعود عبدالعزيز الجنيدل
حينما يريد شخص ما مخاطبة شخص آخر، ماذا يقول لكي تبدأ المحادثة بينهما؟، وكيف يناديه؟ هل هناك طرائق معينة يتشارك الناس فيها؟، أم أن الأمر لا يسير على نهج واضح، ولهذا لا يمكن التنبؤ به.
أؤمن أن طرائق المخاطبة يمكن رصدها، وهذا ما عملت عليه اللسانيات الاجتماعية «Social linguistic» في أحد فروعها الكثيرة.
كما أني أؤمن تماما أن كل شخص يملك طريقة معينة في مخاطبة الناس، وسأتناول في هذا المقال الطرائق- من وجهة نظري - غير الرسمية.
لا أنوي تناول الموضوع من جانب علمي، ولكني سأذكر عددا من النماذج التي رصدتها مع محاولة إيضاح السبب من استخدام تلك الطريقة دون سواها.
وفي الحقيقة أني رصدت بعض الطرائق التي لاحظتها، وسمعت كثيرا منها، ويمكن إرجاع تلك الطرائق إلى أحد أمرين:
الأمر الأول: أمور عفوية، لا أشك أن مستخدميها، قالوها بشكل عفوي، كما أظن أنهم يستخدمونها مع كثيرين، فهذا «الستايل» -إن صح التعبير- من المخاطبة يستمر مع الشخص، لدرجة أنك تستطيع تمييزه، لو دققت في كلامه.
الأمر الآخر: أمور مقصودة ترجع لرغبة المتكلم.
لنعرج الآن على تلك النماذج التي رصدتها:
النموذج الأول:
يخاطب الناس بكلمة أستاذ فلان أو أستاذي، وفي تصوري أن الشخص الذي يستخدم هذه الكلمة يشعر بنوع من الرسمية بينه وبين من يخاطبه.
النموذج الثاني:
يخاطب الناس بقوله يا «شيخ» ويطلقها على كل من يخاطبه، ولا يخفى عليكم أن الملتزمين» المطاوعة، يستخدمون هذه الطريقة.
النموذج الثالث:
يخاطب الناس بـ(أبو فلان)، وهذه الطريقة شائعة جدا، وأراها تحمل في طياتها الكثير من المعاني منها:
- التودد والمحبة
- الأريحية
- البعد عن الرسمية
- الأخوة بين المتخاطبين.
النموذج الرابع:
يخاطب الناس باسمه الأول، فيقول مثلا: خالد، سعود، علي... إلخ
وهذه الطريقة كما أتصورها سطحية جدا، وليست مفضلة بالنسبة لي خصوصا في بيئات العمل، وأراها مقبولة بين الأقارب.
النموذج الخامس:
يخاطب الناس باسم عائلته، وهذه تجدها واضحة في بيئات العمل، وبين الأصدقاء أحيانا.
النموذج السادس:
يخاطب العمالة بأحد كلمتين: يا (صديق) أو (محمد)، ويبدو لي أن هذه المخاطبة شائعة جدا، لدرجة أني لا أكاد أعرف أحدا لا يستخدمها سواء من الرجال أو السيدات.
النموذج السابع:
ويمكن تقسيم هذا النموذج إلى ثلاثة أنواع:
النوع الأول هو مخاطبة الآباء والأمهات لأولادهم، فالغالب أنهم يستخدمون أسماء لتدليلهم، فمثلا يقال لمن اسمه عبدالله (عبودي، عبادي) ويقال لمن اسمها سارة (سارونة، سوسو).
النوع الثاني هو مخاطبة الأولاد لآبائهم وأمهاتهم، فينادون الأب مثلا بـ(بابا، أبوي، أبيي، يبه، الوالد) وينادون الأم بـ(ماما، أمي، أميمتي، يمه، الوالدة).
النوع الثالث هو مخاطبة الأقارب، وهنا يستخدم في الغالب صلة القربى بينهم، فمثلا يخاطب العم بـ(عّم، عمي)، وتخاطب الخالة بـ(خالة، خالتي).
النموذج الثامن:
مخاطبة الأزواج لبعضهم، وهذه سأتركها لكم!.
هذه النماذج الثمانية كما رصدتها، ولا يعني استخدامي لنموذج معين من النماذج السابقة أنه خطأ أو أمر لا بد علي من تغييره، فالغرض من المقال رصد بعض الطرائق في المخاطبة بين الناس، كما أني أثق ثقة عمياء في أن كثيرا من الناس لا يدرك طريقة استخدامه، فهو يستخدمها بشكل عفوي.
أخيراً
هذه النماذج من المخاطبة بين الناس قد تتفقون معي فيها أو تختلفون، ومهما يكن من أمر فاختلافكم معي لا يفسد للود قضية كما يقال..
ودمتم..