رمضان جريدي العنزي
في إيران التي تدَّعي المثالية والعلوَّ والتفوقَ الباهت الأطفالُ فيها أقرب إلى العري منهم إلى ارتداء الملابس، ومن أين يأتون بالملابس والمال الإيراني منهوب!! نهبته ثلة مجرمة طاغية من المسيطرين بدكتاتورية فضيعة على قوت البلد أمره وشأنه ومستقبله، الجوع هناك يفترس الأجساد التي أصبحت رقيقة هزيلة، حتى أصبح الناس هناك مرضى يتساقطون كأشجار عتيقة لا حول لها ولا قوة، المرض يهجم على الضعفاء والمساكين، أما المتنفذين وجوقة الحكم البالية هناك فلهم العافية والفرش الوثيرة والأرائك المريحة والسندس والماء المقطر والخضرة، الدواء هناك محظور أو مقنن أو مسروق أو مقطوع، البنى التحتية توشك على الدمار، وخطط التنمية مفقودة، والمتنفذون يعملون ليل نهار على سرقة النقد والذهب والفضة، المشانق تعمل هناك ليل نهار تحت مرأى ومسمع العالم، ودول الحضارة المزعومة تكتفي بإصدار بيانات هزيلة وضعيفة وفيها رياء ونفاق، حكَّام إيران يتفوقون بامتياز على الوحش النازي في قتل الشعب الإيراني، والشعوب الأخرى، أشجار أصفهان القديمة الجميلة طالها عبثهم اللعين، طهران العتيقة تشوهت من قبل هؤلاء الذين يكرهون الحياة والجمال، ويأنفون من الحب، ويخافون الحرية، الأطفال الإيرانيون يبيعون تحت لهيب الشمس الحارة ما تبقى من أسمالهم البالية، الإيرانيات الحرائر يتراكضن خلف المعونات الشحيحة وهن على استعداد لفعل أي شيء مقابل سلة غذائية لا تسمن ولا تغني من جوع، بعد أن قُتِل الزوج، وهرب الأخ، وسقط الأب مريضاً من هول ما رأى من صدمات مخيفة مميتة، الحكام الإيرانيون يزرعون الشوك والحنظل في بلدهم بدل التفاح والتين والعنب، لكنهم سيحصدونه جراء ما فعلوا بالشعب الإيراني وفي الشعوب الأخرى، حكام إيران لا يشتغلون للتنمية والإعمار وتحسين معيشة الفرد الإيراني والعيش المشترك مع الآخر، هم يشتغلون لإشعال الطائفية والمذهبية في كل مكان، ثقافتهم الدم، ونهجهم القتل، وسلوكهم البغض، من شدة الكذب عندهم شدوا على الكلاب أسرجة يحسبونها أحصنة، هؤلاء الحكام يعملون وفق خرافة لا تصدق، لا يعرفون للعقل تفعيلا، ولا للتفكير منهجا، هم أقرب للعتمة من الضوء، يجيدون تكوين قطعان بشرية تابعة لهم يستخدمونها وقت الحاجة، قرابين سهلة على مذبحة مصالحهم، أعمالهم السياسية أقرب إلى قصص الكركرة والتنكيت، ضرب من العبث، السياسة علم، وهؤلاء أُمِيُّون، الشعب الإيراني يتعرض من حكامه الحاليين إى حملة تدمير وإبادة، لم يعهدها منذ أكثر من نصف قرن فائت، جعلوا من الأرض الإيرانية خرابا وكارثة، ومن الشعب الإيراني ذبيحا، حتى الرضيع يحرقونه دون أن يرفَّ لهم جفن، أطاحوا بأكثر من نصف الإيرانيين، وحولوا ثلث الشعب الإيراني إلى لاجئين، وشردوا الثلث الآخر في أصقاع المعمورة، وصار الثلث الثالث يعيشون همَّ الرعب وهمَّ الخوف وهمَّ الترقب للأسوأ القادم، ماذا حققت ثورتهم المزعومة للشعب الإيراني؟ غير الدمار الثقافي، والدمار الاقتصادي، والدمار المجتمعي، ودمار البنى التحتية، والبنى التعليمية، وهروب العقول المتعلمة، الشباب الإيراني يهاجرون قوافل باتجاه ألمانيا والسويد وهولندا، رغم الطرق المحفوفة بالمخاطر، لكنهم يغامرون ويخاطرون بأنفسهم من أجل الخلاص من هذا الكابوس الذي حلَّ على صدورهم، ووضع أقدامه على رقابهم بجلافة وطغيان، هذا النظام الذي يعمل الموبقات بشعبه وبالشعوب الأخرى أخذ اليوم يزيد في العواء والنباح والمواء والنعيق علينا، وهو يعلم بأنه كاذب ومنافق من الدرجة الممتازة، لا يتوقف عن الأسطوانة المشروخة بالبهت والزيف والخداع، يكذبون بصفاقة لا مثيل لها، وهو النظام المستبد المتوحش، والغارق في جرائم ممنهجة غاية في العدد والكثرة، إن النظام الإيراني الحاكم أخذ ينعق علينا بشكل هيستيري، كونه سمساراً يتاجر بالقضايا، نظام لا يعقل ولا ينصت للحكمة والمنطق، لا يهدأ له بال، ولا يطيب له خاطر، وهو يرى الآخرين ينعمون بالسلام والعافية، فليذهب هذا النظام إلى جهنم، ففحيحه وصراخه الأعمى لا يزيدنا إلا يقينا وثباتا وهمة وعملا، فنحن الأرقى والأرفع والأعقل من هؤلاء الشياطين الهرمة البالية، الذين يهوون قتل الناس، وهدم الحياة، ويستأنسون للخراب، ولعق الدم، إننا نعلم بيقين تام بأن هؤلاء سيندحرون يوماً، لأن الحب عندنا أقوى من الكراهية عندهم، والجمال عندنا أحلى من القبح عندهم، ومستقبلنا سيكون أكثر عظمة من ماضينا، عاشت بلادي حرة أبية، ومات أعداؤها كما تموت العناكب.