جاسر عبدالعزيز الجاسر
لا أعرف من الذي مثل النظام العراقي في الاجتماع الدوري لوزراء الخارجية العرب الذي يعقد دورياً تحت مسمى مجلس وزراء الخارجية العرب، إذ إن وزير خارجية النظام إبراهيم جعفري مشغول في محاصرة تبعات إزاحته عن رئاسة التحالف الوطني الذي يجمع الأحزاب الشيعية الطائفية والمليشيات المنضوية تحت مظلته، فبعد تشبث جعفري برئاسة هذا التحالف الذي يحكم العراق بعناية أمريكية وتوكيل إيراني، توافق قادة المليشيات والأحزاب على ضرورة تغير جعفري خاصة بعد تزايد كشف عمليات الفساد التي طالته أثناء وجوده في وزارة الخارجية العراقية، حيث تضخمت ثروة جعفري والذي حول السفارات العراقية إلى محاضن للمتحزبين من جماعة أعضاء حزب الدعوة وتحويل تلك السفارات إلى فروع لمخابرات النظام الإيراني الذي استقطب العديد من عملائه من أعضاء حزب الدعوة وحتى المكونات الأخرى وبالذات الأكراد خاصة أعضاء حزب طالباني الذي يتجه للارتباط أكثر فأكثر بملالي إيران عبر زوجة جلال طالباني التي تقود التيار الإيراني عبر حزب الاتحاد الوطني.
جعفري الذي لم يحضر للقاهرة وقبع في بغداد للملمة جراح إبعاده من رئاسة التجمع الحزبي الطائفي الذي قد يبقيه في الواجهة السياسية إن عزل عن وزارة الخارجية بعد استجوابه بعد عيد الأضحى، وإن كان مصيره مرتبطاً في هذا المنصب بمصير هوشار زيباري إذ إن التصويت بعزل زبياري لابد أن يتبعه عزل جعفري ليكتمل ثالوث الفساد وتطبيق المحاصصة حتى في الطرد.
ومع أن جعفري لم تطأ قدماه القاهرة فإن ظله أو التمسك بالعمالة لنظام ملالي إيراني لم يتغير إذ واصل من مثل نظام بغداد ممارسة الدور المرسوم لهم من طهران، فقد كان موقف ممثل نظام بغداد نشازاً وهو يعترض على إدانة بذاءات مرشد الإرهاب علي خامنئي وأركان نظام ملالي إيران، ورغم أن جميع الدول العربية قد أدانت تدخلات طهران في الشؤون الداخلية وتجاوزات من يحكموها التي وصلت إلى طلب القيام بأعمال تحرف مناسك الحج، فإن ممثل نظام بغداد ظل وفياً لأجندات الملالي ومارس نفس الدور الذي يقوم به جعفري الذي ينفذ دون أي نقاش ما يرسل إليه من طهران.
موقف نظام بغداد الشاذ ليس بالجديد فالذين يحكمون بغداد الآن الذين قدموا إليها عبر الدبابة الأمريكية والمحميون الآن بالمليشيات الطائفية المدعومة تسليحاً وتدريباً من الإيرانيين الصفويين لا يمكن أن يتخذوا موقفاً يحد من تدخلات ملالي إيران حتى وإن شقوا الإجماع العربي لأنهم ليسوا من هذا الإجماع بل يعملوا عسكرياً وسياسياً على تخريب الإجماع العربي، وهو ما يفرض على الدول العربية أن تتصدى لهذه المحاولات، فالنظام العراقي الآن أصبح أداة طبيعية لتدمير الإجماع، ومحاولات تنقية المجتمعات العربية من التدخلات الأجنبية فتحت غطاء الهوية العراقية المحسوبة على العرب. يقاتل المرتزقة الطائفيون من الفرس والأفغان العرب في سوريا واليمن، وما أُرسل إلى سوريا من «نجباء خميني» دليل على توظيف الهوية العراقية لقتل العرب.