«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
قبل أن يأتي العيد إلينا العيد حاملاً لنا أفراحه وبهجته وناشراً أضواء المحبة والتواصل بين أفراد المجتمع وعلى الأخص بمن لنا علاقة بهم تعيش نساء وفتيات مختلف الأسر في عالمنا العربي والإسلامي استعداداتها للعيد من خلال تجهيز كل ما له علاقة بفرحة العيد أكان ذلك من خلال الملابس والإكسسوارات أو بما يتعلق بالاهتمام بالشكل العا، لذلك تعنى هؤلاء النساء وتلك الفتيات بالقيام بالاحتفال بليلة «الحناء» وسط مجموعة من قريباتهن وصديقاتهن وبنات الجيران. وكما هو معروف يبقى للنساء دائماً وفي كل المناسبات الاجتماعية من أفراح أو حفلات خطوبة أو أعياد أساليبهن المميزة وطريقتهن في الاستعداد والاحتفاء البالغ بها ومنها احتفالية «ليلة الحنة» كما تحب النساء تسميتها ومع تعدد مهام ربة البيت بكل ما له علاقة بالعيد من تجهيزات وإعداد الأطعمة والحلويات يكون لليلة «الحنة» قيمة واعتبار كبيران لديها ولدي بناتها لذلك تستعد هي وصويحباتها وحتى في هذا الزمن خادمتها بعمل معجون «الحنة» فيجهز مبكراً وبكمية تكفي مختلف نساء الأسرة وفتياتها قيجتمعن عادة قبل العيد بليلتين أو أكثر حسب الظروف والوقت المناسب لاجتماع أكبر عدد منهن ولكن عادة تفضّل ليلة الخميس، حيث تبدأ عملية نقش الحناء مع تغطية أصابع اليدين والقدمين به وهناك من تضيف مساحة أكبر في عملية التغطية، حيث يوضع في بطن اليدين. وفي السنوات الأخيرة بدأت تظهر رسومات ونقوش تقليدية على ظاهر اليدين بصورة لافتة.
وكان في الماضي يوجد في مختلف المجتمعات في بلادنا نساء وفتيات متخصصات في عملية التجميل والتزيين ومع التطور وانتشار المشاغل النسائية بات يوجد فيها عاملات متخصصات في النقش بالحناء. وعادة ما يتم في مجتمعاتنا في الماضي استعمال الحناء الطبيعية بشكل عام للخضاب والنقش. كما تستخدم لتلطيف الشعر والصبغة حتى لنساء العجائز وبعض كبار السن من الرجال الذين يفضّلون خضاب شعر لحاهم بالحناء.. والمعروف أن الحناء تحافظ على الشعر وحيويته وطبيعته. لذلك توارثت النساء عن أمهاتهن وجداتهن عملية الحنا. فكانت ليلة الحناء ليلة مشهودة. تفرح فيها النساء والفتيات خصوصاً إذا كان هناك عروس سوف تحتفل بزواجها في العيد. فعادة ما يعبّرن عن سعادتهن وفرحهن ومرحن بالرقص والضرب على الدفوف وترديد الأهازيج والأغاني الشعبية المحببة. وتزخر أسواقنا بالعديد من أنواع الحناء المستوردة وحتى المعدة والمجهزة محلياً. وتنصح النساء الخبيرات وحتى بعض المواقع النسائية التي تهتم بجمال وزينة المرأة بصورة عامة بأن تبحث المرأة أكانت سيدة أم فتاة عن الحناء الأصلية والتي تعتمد في تركيبتها على المواد الطبيعية حفاظاً على بشرتها وبعداً عن ما قد تسببه من حساسية غير متوقعة. ويستحسن أن تقوم بعمل تجربة بسيطة على جزء داخلي من ساقها وتتركه فترة لمدة ساعة على الأقل. فإذا وجدت أن جلدها تقبله ولم تشعر بحساسية أو احمرار حول موضع الحناء التجربة. تستطيع بعدها القيام بخضاب يديها وقدميها.