يُحزنني كثيراً ما حدث لوسائل التواصل الاجتماعي ولِمدى الانحطاط وسوء المواضيع المُتداولة بين الشباب والكِبار أيضاً أصبح الجميع يبحث عن الفضائح أو عن القتلى في الحرُوب والإرهاب! لم يعد هُنالِك من يبحث عن آخر الاختراعات أو حتى عن الأمُور المحفزة المضحكة! في بادئ الأمر عند انتشار ظاهرة برامج اليوتيوب بين الشباب السعودي شعرت بالفرح والفخر لوجود عينة كهذه مثل «على الطاير» وغيرها ولكن الأمر لم يطل كثيراً حتى اختفت البرامج الجيدة واكتسحتها البرامج السخيفة المضُيعة للوقت والجهد وأصبحت تُرى بالملايين من المُشاهدات وتحصل على الدعم من البعض! لماذا برامج كهذه تحصل على هذا العدد الهائل من المُشاهدات وهي كل محتواها شاب يقلد الممثلة الفُلانية أو يتحدث عن ظاهرة حقيقية ومُهمة ولكن بشكل مُنحط ومهين للمرأة السعودية! لماذا لا يكُون العكس وتُرى البرامج الجيدة والمليئة بالأفكار بهذه المشاهدات! أصبح كُل شخص يُريد الشهرة لابد أن تكُون بدايته أن يتهكم على الدولة أو يتحدث عن إحدى المُمثلات بشكل مخزي! لماذا أصبحت أسهل طريق للشهرة في الوطن العربي بهذه الطريقة! هل لأن ميول وتفكير هذا المُجتمع سطحي بهذا الشكل؟ أعتقد أننا قد وصِلنا إلى مرحلة يجب فيها أن نبدأ بالتغير قبل أن تمتد هذه السطحية إلى أطفالنا وتُؤثر بنا! يجب أن يتم توعية الشباب لأخطار هذا الفكر وأن نملئ وقتهم بما هو مفِيد لمستقبلهم ومُستقبل وأمان الدولة! الطاقة التي يمتلكها أبناء هذا الوطن كبيرة بشكل مُهول ويُمكن لها أن تُغير الكثير ولكن فقط تحتاج إلى من يتبناها ويُرشدهم إلى الطريق السليم الصحيح.. هل لكَ أن تتخيل لو أن هذا العدد من المُشاهدات كان لِبرنامج مُفيد! وإلى مدى تأثيره على الفكر وتثبيت المعتقدات! هل تسائلت لِمرة كيف يُمكن لِبرنامج أو حلقة واحدة أن تُؤثر على طريقة تفكيرك! دعني أشرح لك.. عندما ترى هذه الحلقة مهما كان موضوعها ولِنفترض أنها كانت عن الاحترام! وبدأ المُقدم يتحدث عن الاحترام ومنافعه وما يُكسبه لك من مكانة ووجود.. هذه جميعُها أفكار سليمة وأكيدة صحيح! ثم بعدما يتأكد من كسبه لثقة المشاهد يبدأ يتحدث مثلاً عن أن الاحترام يكُون فقط للمُسلم! وهُنا يبدأ التأثير على المُشاهد وتثبيت المُعتقدات الخاطئة.. وباِلطبع يُكمل المُقدم الحلقة بما يود المُشاهد سماعه ويُنهي الحلقة.. أرايت كيف يُمكن لحلقة واحدة أن تؤثر على الفكر! وتراكم الكثرمن المُعتقدات الخاطئة قد يُشتت تفكير الشباب ويجعلهم يقومون بما هو خاطئ ومُخيب لآمال العائلة.. فَما بالك عندما يتم السماح لأطفال بأن يستخدموا هذه الأجهزة لِوحدهم ومُشاهدة هذه البرامج دون مُراقبة من الأهل! فَالأطفال شديدو التأثر لما يسمعوه ويروه وسَريعو التطبيق أيضاً! فمن واجبك كَأب أو أم وحتى أخ/أخت أن تُريهم لما هو في سِنهم مُفيداً لهم ومُقوياً لِتفكيرهم السليم! لا تنشغل عنهم فلا شيء يستحق ذلك.. فهذا الطفل هو شاب المُستقبل الباني له!