د. ناهد باشطح
فاصلة:
((يجب أولاً أن نتوصل للسلام داخل أنفسنا ثم يتوسع تدريجياً ليشمل عائلاتنا مجتمعاتنا، وفي نهاية المطاف الكوكب بأكمله))
( تنزين غياتسو )
وسط ضغوط الحياة اليومية أو الأزمات الحياتية أكثر ما نحتاجه هو السلام الداخلي أن نتصالح مع أنفسنا قبل أن نتصالح مع الآخرين، فالسلام ليس متعلقا أبدا بالخارج بأحداثه أو بالآخرين إنما ينبع من دواخلنا من طريقة تعاملنا مع أفكارنا واختيار الإيجابي منها.
أول خطوات السلام تبدأ من نظرة الإنسان لنفسه... لرسالته في الحياة... لعطية الله أن يكون خليفة في الأرض، والعلاقة العامرة بينه وبين الله خالقه.
بعد ذلك يأتي الشكر لله لأن التذمر يجرنا إلى مناطق بعيدة عن الراحة الداخلية.
تقول «جولي باين» الخبيرة بالنفس الإنسانية» إنه يجب أن تخصَّص عشر دقائق كل يوم في الصباح عندما تستيقظ لأن تشكر الله على كل النعم التي منحك إياها، مهما بدت لك بسيطة وأن تفكر كم أنت سعيد بهذه النعم في حياتك.
هي تقصد ألا يكون الشكر مجرد ترديدنا لكلمتي الحمد لله والشكر لله دون استشعار حقيقي للشكر والامتنان.
ولذلك فهمنا العميق لقوله تعالى {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} يعني إن نشكر الله على نعمه لأنها موجودة في حياتنا ولا نشكره فقط لأننا دعونا فأعطانا.
نحن بحاجة في هذا الوقت الملئ بالفوضى في العالم والحروب أن نعيش السلام مع أنفسنا وأولى خطوات السلام شكر الله في كل حال ..
والخطوة الأخرى أن تعطي الآخرين الأعذار حتى تتقي مشاعر الغضب التي عادة تتملكنا حين نفقد سلامنا الداخلي .
ومشكلة مشاعر الغضب أنها تجعلنا نركز على الآخرين أكثر من تركيزنا على أنفسنا فلا نلتمس لهم أي عذر في الخطأ أو التقصير، وهذا بحد ذاته مربك لسلامنا، وهنا ندخل في دائرة المشاعر السلبية، وهذا يعني كأن ندخل في نفق مظلم لا نستطيع الخروج منه..
يقول مارتن لوثر كينج: «الظلام لا يقدر أن يطرد الظلام. النور وحده هو القادر على ذلك. والكراهية لا تقدر أن تطرد الكراهية. المحبة وحدها القادرة على ذلك».
ولكي تصل إلى المحبة لذاتك والآخرين قرِّر أن تبني السلام الداخلي في حياتك فهو أول خطوات النور.