عروبة المنيف
لم يكن ينقص الإسلام سوى هذا الجنون الذي يمارسه النظام الإيراني في هذا الموسم، موسم أداء شعيرة الحج، والذي تجلى في تأجيج مشاعر المسلمين من خلال التهجم على المملكة والتشكيك في قدرتها على إدارة الحج والدعوة إلى تدويله، ضاربين بعرض الحائط كل المجهودات التي تقوم بها المملكة ولعقود عديدة في خدمة الحجيج، ولم يكتف النظام الإيراني بذلك بل إن فتوى كبيرهم ورمزهم الديني مرشدهم خامنـئي بتحويل الحج من مكة إلى كربلاء هذا العام نكاية في المملكة ما هي إلا الجنون بعينه وتتويجاً لكل حالات الصرع والجنون الذي تنتاب ذلك النظام منذ توليه سدة الحكم والسلطة.
هل كان ينقص المسلمين تلك المسرحية الهزلية الجنونية الإيرانية؟، فالطائفية مستحكمة في مفاصل الدول الإسلامية في المنطقة والإرهاب ضارب أطنابه في الأرجاء وعين السوء مسلطة على الإسلام وأهله، وقد أصبح أمراً بديهياً إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام من قبل الشعوب غير المسلمة بل وحتى المسلمة، فهل كان ينقص المسلمين تلك الهلاوس الإيرانية وإقحام العبادات في السياسة؟.
لقد أخذت يا إيران «المسلمة» على عاتقك دور البطولة في تلك المسرحية الهزلية لتؤدي أبشع الأدوار فقد أبدعت بلعب دور الأناني العنجهي الحاقد لكي تثبتي للعالم صحة النعوت المسيئة للإسلام، فهل هناك تصرف يخرج من الإسلام أكثر من ذلك التصرف الذي يهدف إلى شق صف المسلمين وتفتيتهم طائفياً، فشعيرة الحج هدفها توحيد صف المسلمين وجاء من يفرقهم!.
ألم يشف غليلك ما صنعته يداك من تدمير لبلاد المسلمين باسم الطائفية؟ ألم يطفئ نار حقدك تحويل بلدان المسلمين من جيرانك إلى خرابات ومزابل؟، فهذه سوريا تئن، والعراق مستباح من أزلامك، ولبنان تفوح منه رائحة القمامة بفضل استحكام حزبك اللاهوتي على مفاصلها وشرايينها فكرامة وعزة شعبه تداس تحت أقدامك، وتشهد اليمن على مسؤوليتك في تيتيم اطفالها وترميل نسائها وتجويع شعبها وبؤس حالها، ولكن قالها الأولون «إذا تفرقت الغنم قادتها العنز الجرباء».
لقد ساهم وقوف المملكة في مواجهة مخططاتك التوسعية بزيادة تخبطك وتهورك لتصبحي في طليعة الإرهابيين، وما مطالباتك بتدويل فريضة الحج وبتحويله هذا العام إلى كربلاء بدلاً عن مكة ما هو إلا مؤشر ينبئ عن أن عبواتك التفجيرية جاهزة في أي وقت، وأن حقدك الأعمى ونرجسيتك جعلاك غير قادرة على الاستيعاب والإقرار بأن السيادة الإسلامية على الحرمين الشريفين ليست لك ولن تكون لك يوماً، فللبيت رب يحميه.
ما ذنب الشعب المسكين ليدفع ثمن حماقاتك ويحرم من أداء ركن إسلامي حسب ما أملاه عليه دينه الحق، لا حسب دين خامنئي وأهوائه المجنونة. ولكن لن تهدأ المنطقة ولن يستقر الإقليم ولن ينصف الدين ما دمت تنفثين سموم التمييز الطائفي والتفوق العرقي في استعراض جنوني لقدراتك العسكرية ولعظمتك المزيفة، وعلى الباغي تدور الدوائر.