سعد الدوسري
لن يستطيع أحد في أية دولة من الدول، أن يحجر على من يرغب في التعبير عن رأيه، بخصوص الأنظمة أو الخدمات المقدمة، وقد يكون هذا الرأي صائباً أو غير صائب، ومن حق المعنيين أن يردوا عبر الوسائل المتاحة، والمملكة من أكثر الدول التي تُنتقد، خاصة في موسم الحج، وهذا أمر طبيعي، في ظل وجود أكثر من مليوني حاج من مختلف بقاع العالم، في مكان واحد، وفي وقت واحد.
في الأزمنة الماضية، حين لم تكن هناك وسائل منفتحة، وكانت كل الصور والمشاهد مراقبة، وكان بالإمكان خداع الآخرين وتوجيههم حسب مزاج الراغبين في الإساءة، لكننا اليوم أمام حالة مختلفة، فكل حاج هو مؤسسة إعلامية مستقلة، يكتب ويصور ما يشاء، ويبعثه للعالم أجمع، خلال ثوان معدودة. لذلك، فإن يرغب في الإساءة، فعليه أن يثبت إساءته، بالصوت والصورة، وإلا لن يصدقه أحد، وهذا التحدي ليس للمسيئين فقط، بل حتى لكافة مؤسسات خدمة ضيوف الرحمن، التي كرست كل جهودها، لتقديم أفضل ما يمكن تقديمه للحاج، بشهادة كل المنصفين، وعلى مر السنوات المتلاحقة. وهذا لا ولن يعني أن مؤسسات الحج منزهة من الأخطاء، فالأخطاء تحدث في كل زمان ومكان، وكل خطأ يحدث، هناك من يرصده، بهدف منع تكراره في المواسم التالية.
إن استغلال موسم الحج للإساءة للمملكة، لم يعد سلعة رائجة.