د.عبدالعزيز الجار الله
هل تعتقد إيران أنها بمنع حجاجها من الحج هذا العام 1437 هـ - 2016م بأن يتوقف موسم الحج؟ وهل تعتقد إيران أن امتناع (40) مليون هم من فرس الهضبة الإيرانية -ليس جميع الفرس من الشيعة- الذين يشكلون (50) بالمئة من أصل (80) مليون سكان إيران مقابل مليار ونصف الميار مسلم حول العالم أن يوقف الحج من أجل طائفة؟
إيران الجارة في التاريخ والحضارة الفارسية، جوار الخليج العربي والتمازج الحضاري العربي والفارسي، التصالح والتضاد المذهبي حيث يتأثر سلوكها بحكامها وقيادتها، فالزعامة الحالية التي جاءت بعد الثورة 1979م رفعت من البدء شعار المذهبية الطائفية وتصدير الثورة، وبالتالي هل تعتقد إيران أن يتوقف الحج بغياب نسبة من نصف سكان إيران من فرس من وسط الهضبة؟.
عاشت إيران طوال تاريخها على إخافة العرب وتحديداً دول الخليج، وكانوا بالفعل يخيفون المنطقة العربية وبالذات الدول الواقعة غربي الخليج العربي أي دول مجلس التعاون العربية، وكان من مهمتهم مشاغلة الدولة العثمانية في شرقي غرب آسيا وجنوب آسيا مشاغلة العثمانيين عن الاستمرار في فتوحات أوروبا، وتذكر المصادر القول: لولا إيران -الدولة الصفوية- لكانت الدولة العثمانية قد اجتاحت أوروبا، لكن إيران الصفوية شاغلت الدولة العثمانية جنوباً وشرقاً وأصبحت الدولة العثمانية تحارب على أكثر من جبهة، وتذكر المصادر بنوع من الحزن موقف دولة مسلمة تدعي أنها تدافع عن مصالح الإسلام.
كانت إيران تخيف دولة الخليج عندما كانت دولة تعددية المذهب والأعراق والثقافة ولكل الإيرانيين دون تمييز، أما وأنها دولة عنصرية للجنس الفارسي من هضبة إيران، ومذهبية شيعية لطائفة واحدة، وفكر وثقافة ثورية تقوم على تصدير الثورة، ودولة حزبية عسكرية تدير سياستها بنظام الميليشيات فإنها بهذا لسلوك فقدت ولاء الداخل وتحول أكثر من (50) بالمئة نصف السكان إلى مناهضين لدولتهم التي تميز بين شعوبها، واعتبروها دولة احتلال لمناطقهم.
التاريخ كان يتحدث عن دولة قوية في غرب آسيا، حين كانت العواصم العربية غارقة في استعمار الأجنبي الأوروبي، لكن هذا تغير خلال (70) سنة استقلت العواصم العربية وبنت شعوبها وقواتها بنفسها من الداخل، وإيران بقيت على الثقافة التاريخية القديمة، لذا نجدها حتى مع ربيع العربي السلبي خسرت هي موقعها كشرطي المنطقة القوي، لتعيش هاجس التفكك من الداخل.