قبل أكثر من أربعين سنة، حينما أريد لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بناء موقع يليق بسمت الجامعة الجامحة في علمها وقدرها ومكانتها، على اعتبار كينونتها الشرعية الوسطية، كانت لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله- حينما كان أميرًا للرياض، اليد الطولى في اختيار موقع الجامعة الحالي، لتكون بوابة المطار للقادمين من خارج المملكة، ليتعرّفوا على هذه الجامعة العلمية الشرعية المتطورة، وقد تحقق ذلك، وهي ترتفع علوًّا باهتمامه - أيّده الله.
اليوم تكون الجامعة وقائدها (المدير) في قلب سلمان الملك، لتنبري الثقة في رجل سطر ملاحم فيها وبتطورها بدعم من الملك، - حفظه الله.
لقد أعاد خادم الحرمين الشريفين بحكمته هذا القائد العلمي والشرعي، ليسلم أمانة الجامعة لرجل كم من الشواهد دلّت على نجاح قيادته، ليدفع بحماس منسوبيها من وكلاء وعمداء وأعضاء هيئة التدريس ومن هم في حكمهم في هذه الجامعة.
لقد تشرّف معالي الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل بالتكليف ليعود إلى صرح الجامعة ليقودها خير قيادة، وقد عرف الناس الفضلاء إخلاصه وولاءه لله أولاً، ثم لقيادة هذا الوطن الكبير ولمنسوبي الجامعة، لتتحرك من جديد فلسفة العلم وجنبات الجامعة وتسمو في عماداتها شموخ العلم وتطوره، فقد أدخل معاليه الطب والهندسة وعلومًا كثيرة لتتوهج الجامعة إلى مصاف جامعات العالم وميادين العلم.
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حضارة علم، أسست الرجال وبنت العقول ليكونوا مفخرة وطن، وليقدموا رسالة للعالم بوسطية الدين، وهي من خرجت العلماء الأفاضل وكانوا ولا يزالون يحملون رسالة الدين بوسطية واعتدال، ليسيروا بالوطن إلى برّ الأمان لأجيال كم عانت بعض العقول فيها من الزيغ والضلال والسقوط في براثن الإرهاب؟
الوطن كبير بقائد حزم وعزم، يقود العالم إلى بر الأمان وإلى استقرار الشعوب في سلم آمن بعيد عن الحزبيات ونبذ للإرهاب.
لقد أحسن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- حينما أعاد القيادات الوطنية إلى مكانتهم، ليتولوا زمام الأمور كل في تخصصه، ثقة وعملاً وأداءً وإخلاصًا.
واليوم يجب أن نفخر بقيادة هذا الوطن الكبير من ملك الحزم والعزم وبنائبيه وعضدية المحمدين - حفظهم الله- ليرتفع سمت الوطن برجال كم دعموا من القيادة، لتكون جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فأل خير ومنارة علم ولتسير في خطى متوثبة، وهي التي كم عانت قبل سنوات بوصفها جامعة متشددة، فأمسك قيادتها معالي المدير أبا الخيل، وهو المواطن الصالح، ليعمل بجد وحزم، ويسهل أمر الناس قدر الاستطاعة، بتوجيه كريم من القائد سلمان.
حفظ الله الوطن.