د. عبد الله المعيلي
لم تكن إيران في يوم من الأيام صديقة للعرب، وليست على وفاق معهم، بل كانت تتبنى معهم سياسة عدائية، خفية أحياناً، ومعلنة في كثير من الأحيان، كان ذلك في عهد الشاه ومن سبقه من القادة الصفويين المجوس، ما أشبه الليلة بالبارحة، فقبل حوالي تسعين عاما، منعت إيران حجاجها من أداء فريضة الحج، وصاحب هذا المنع حملة دعائية عدائية ضد المملكة وقادتها، وبالتالي لا نستغرب من هذه الدولة التي مازالت تحركها هواجسها المجوسية المعادية للإسلام، وللمملكة على وجه الخصوص.
لكن منذ أن ظهر زوربة سينكا «الخميني»، والدته ابنة أحد كهنة السيخ، هذه جذوره، هندوسية سيخية، هذا ما أكدته بعض الصحف الغربية، منذ أن ظهر هذا الصفوي المجوسي الهندوسي على الساحة السياسية وهو يتبنى سياسة معلنة بجحة في كره العرب خاصة والمسلمين عامة، وليس غريباً موقفه هذا فهو غير مسلم، ومن دلائل ذلك أنه لم يؤد فريضة الحج ولا العمرة حتى هلك في 7-3-1995م.
ونشرت «عكاظ» في تصريحات للسناتور الأمريكي «جوزيف ليبرمان» يذكر القادة الأمريكان ويطالبهم بعدم نسيان أو تجاهل دور إيران في هجمات 11 من سبتمبر، والتي قتل فيها أكثر من 2700 قتيل، ودمر برجا التجارة في نيويورك، هذا عدا دعم المنظمات الإرهابية، فهي وراء كل عمليات الإرهاب في أنحاء العالم كافة، فقد أثبتت لجنة التحقيقات في أحداث 11 سبتمبر أن إيران شريك مسؤول سهلت عبور الإرهابيين خاطفي الطائرات الذين ضربوا برجي التجارة، وإيران تؤوي المتطرفين المنحرفين فكرياً أمثال الظواهري وأتباعه، تدعمهم مالياً وتدربهم عسكرياً، وتدعم حزب الله الإرهابي في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، والحوثي في اليمن، والجماعات الإرهابية في البحرين، وإيران وراء تفجير سفارتي أمريكا في كينيا وتنزانيا 1998م، وهي وراء الهجوم الإرهابي في الخبر عام 2003 قتل فيه 26 بينهم 8 أمريكيين، والهجوم الذي استهدف السفارة الأمريكية في اليمن عام 2008 وأودى بحياة 10 أشخاص، هذه إيران سلسلة من الجرائم التي يتعذر ذكرها، جرائم تقشعر لها الأبدان.
وفي ظل هذا التأريخ الأسود يتهم المدعو «خامنئي» المملكة ويحملها مسؤولية عدم تمكين الحجاج الإيرانيين من أداء فريضة الحج لهذا العام 1437هـ، إنه كذاب أشر، هذه أخلاقهم وديدنهم، كذب وبجاحات وهذاءات وتزوير للحقائق، «خامنئي» وزمرته الفاسدة هم من منع الإيرانيين من الحج، المملكة مواقفها معلنة صريحة واضحة، ترحب بالحجاج الذين يفدون بنية حسنة طاهرة لأداء مناسك الحج، المملكة ترفض الشعارات الكاذبة التي يرفعونها في الحرم والمشاعر، ترفض إيذاء الحجاج، ترفض الإخلال والمساس بأمن الحج والحجاج، هذا خط أحمر لن تسمح لإيران أو غيرها من شياطين الإنس أن يزعزعوا أمن الحج، وترويع الحجاج، مهما كانت محاولاتهم ومسوغاتهم الفاسدة فكراً وسلوكاً.
المملكة بذلت دون منة، ولم تطلب مساعدة من أحد، بذلت الغالي والنفيس مادياً وبشرياً من أجل راحة الحجاج وأمنهم، عمرت الحرمين الشريفين عمارة لم يشهداها على مر العصور الماضية، المملكة نواياها حسنة، استقبلت الحجاج الإيرانيين القادمين من أوربا وأمريكا وأستراليا، الإيرانيون المعتدلون الذين يرفضون سياسة إيران، ومن دلائل حسن نواياها أنها احتفظت بالأماكن المخصصة للحجاج الإيرانيين في المشاعر خالية.
انتهى حج هذا العام طاهراً آمناً ناجحاً، حفظ الله المملكة وأبقاها راعية لشؤون الحرمين رغم أنف إيران وأذنابها.