د.عبدالعزيز العمر
ها نحن اليوم نبدأ عامًا دراسيًّا جديدًا بعد طول غياب. وهنا نسأل: هل ستعود مدارسنا لتدخل في الحلقة المغلقة الروتينية المملة إياها؛ إذ الأيام الدراسية ليست إلا نسخًا متطابقة وطقوسًا مكررة ومملة؛ فاليوم المدرسي مثل الأمس، وغدًا سيكون مثل اليوم؛ فلا جديد ينتظره منسوبو المدرسة، ولا تجريب، ولا محاولات تطوير وتغيير ننتظر نتائجها. هنا يصاب منسوبو المدرسة بالملل والتبلُّد إلى الحد الذي يجعلهم ينتظرون بفارغ الصبر انتهاء يومهم الدراسي.
في مثل هذه الظروف يهبط مستوى توقعات منسوبي المدرسة من مستوى التجديد والإبداع والتجريب التربوي؛ ليصل إلى حد طلب توفير التجهيزات وبرامج الصيانة الذي يضمن توافر الحد الأدنى الكافي للتشغيل اليومي للمدرسة. عند هذا المستوى اعتاد المهتمون بالشأن التعليمي في الأعوام الماضية أن يطرحوا مع بداية كل عام دراسي السؤال الكبير الآتي: هل نحن مستعدون لكي نبدأ عامنا الدراسي الجديد بصورة ناجحة وجادة؟ ورغم أن إجازة الصيف طويلة إلى الحد الذي يمنح مؤسسة التعليم الفرصة الكافية لكي تصل إلى أفضل مستوى ممكن من الجاهزية للعام الدراسي الجديد إلا أن التجارب السابقة كشفت أن بدايات أعوامنا الدراسية السابقة غالبًا ما تكون متعثرة، بل كشفت عن عدم التخطيط المسبق والمتقن لتحقيق بداية جادة، سواء على مستوى النظام التعليمي نفسه، أو على مستوى عائلات الطلاب، أو حتى على مستوى الطلاب أنفسهم.
فعلى مستوى النظام تبرز على السطح مع بداية كل عام دراسي حزمة من المشكلات اللوجستية المتكررة التي تعرفونها لتعيق انطلاقة العام الدراسي. دعونا نؤمل خيرًا هذا العام مع القيادة التعليمية الجديدة.