سلطان بن محمد المالك
الرازق هو الله سبحانه وتعالى، ونحن جميعاً نسعى جاهدين في الحياة الدنيا لجلب الرزق لنحيا به ويحيا به اولادنا وذرياتنا حياةً هنية. نتكدر وننزعج عند فقدان فرص تجارية او خسارة صفقات مالية او عند الدخول في سوق الأسهم او مزاولة التجارة والعقار. وهذه أمور طبيعية فالتجارة تقوم على الربح والخسارة.
في حديث جانبي دار بيني وبين أحد الأصدقاء ذكر لي قصة رائعة لأحد أقربائه وهي تؤكد أن التجارة الرابحة هي التجارة مع الله سبحانه وتعالى، يقول صاحبي أعرف رجلاً قريباً لي تمام المعرفة.. له أخت أكبر منه منفصلة عن زوجها، هذا الرجل يعمل في العقار واستثماره وغالب نشاطه العقاري متركز في دبي، وفي الفترة التي حدث فيها ركود وكساد اقتصادي في دبي عام 2008م ، زارني قريبي في احد ليالي رمضان طالبا مشورتي في أمر خاص به، يقول صاحبي فرحبت به .. فبدأ حديثه بالقول انت تعرف انه ليس لي دخل ثابت إنما أنا تاجر أبيع واشتري بالعقار .. وأنا شريك في برج يبنى حالياً في دبي .. ولم يكتمل بناؤه وهو متوقف بسبب الازمة الاقتصادية في دبي وبالتالي فنحن لا نستطيع اكمال بنائنا ولا بيعه!!
يقول قريب صاحبي ، انا كنت أنوي شراء بيت لأختي الكبيرة لكي يؤويها هي وأولادها وتأخرت في ذلك بسبب عدم توفر السيولة لدي.. والآن حصلت على مبلغ مالي، فأنا هل أشتري البيت الآن أم انتظر لحين انتهاء أزمتي في عقار دبي فقد احتاج للمال لإكمال المشروع؟. فطلب مشورتي هل أشتري لها البيت الآن أم أنتظر وأنا في نيتي أن أشتري لها بيتاً. يقول صاحبي كانت إجابتي له .. أنت أدرى بظروفك فقدرها كما ترى وتوكل على الله.. لكن الذي أعرفه « أن التجارة مع الله دائما رابحة». يقول صاحبي، بعد فترة التقيت بقريبي وأخبرني بما فعله.. إنه توكل على الله واشترى البيت وكان بجانب بيت أمه، ويقول ذهبت لوالدتي يوم خميس وكانت صائمة.. قلت ( تعالي معي شوي) وأخذتها للبيت الذي اشتريته وسألتها ما رأيك بهذا البيت؟ قالت ما شاء الله، بيت جميل ، من هو له؟.. قال لفلانة.. يقصد أخته.. ويقول عند خروجنا من البيت استقبلت والدتي القبلة ودعت الله سبحانه وتعالى لي ، يقول قريب صاحبي ، والله من بعد هذا الدعاء انفتحت لي أبواب الدنيا فيسر الله لي أموري ورزقني من خيره الكثير. هذه القصة واحدة من قصص عديدة لأشخاص صدقوا النية في تجارتهم مع الله فرزقهم الله بحسن نيتهم. اللهم ارزقنا من فضلك ولا تجعل الدنيا أكبر همنا.