سعد الدوسري
الحج ليس موسم عبادة فقط، إنه ملتقى ثقافي وحضاري لشعوب العالم قاطبة. ومن خلاله يمكن نشر ثقافة المملكة لكل المتابعين له في أصقاع الدنيا، مسلمين كانوا أو غير مسلمين، بشرط أن تكون هناك هيئة خاصة مكلفة بهذه المهمة الحضارية.
لقد انتهى موسم حج 1437 بنجاح غير مسبوق، ونتمنى أن تكون لنا توصية لحج العام القادم، وهي تشكيل هيئة ثقافية خاصة للحج، هدفها استغلال تواجد سفراء الثقافة والإبداع، من كل مكان في العالم، لكي يتعرفوا، بعد إتمامهم لحجهم، على كل المفاصل الإبداعية السعودية، من خلال لقاءات مباشرة لهم مع مبدعينا.
لقد أتاح المسؤولون عن طائرات الدفاع المدني لمجموعة من المصورين الفوتوغرافيين السعوديين أن يكونوا على متنها في رحلات التفقد النهارية والليلية، فوق المشاعر المقدسة.
وشاهدنا صوراً مذهلة للمبدع أحمد حاضر التي لم تكن لتكون، لولا تمكينه وزملائه من الصعود على متن هذه الطائرات.
ولو كان لمثل هذه الهيئة وجود، لربما أتيحت نفس الفرصة لمصورين مسلمين أجانب، ممن يؤدون فريضة الحج، ولأصبحت فرصة لهم لصناعة مشاريع إبداعية فوتوغرافية، ينشرونها في بلدانهم، عن روعة وجمال المشاعر.
وما يقال عن الصور الفوتوغرافية، يمكن أن يقال عن الفكر والإعلام والتشكيل والرواية والشعر، وكافة الأنماط الإبداعية التي تعكس وعينا وثقافتنا، والتي قد يكون الحج من أعظم المناسبات لنشرها في العالم.