فهد بن جليد
هذا هو الهاجس الأكبر في مرحلة (مُنتصف العُمر) خصوصاً لدى النساء، لا تغيرات إيجابية مُنتظرة في هذا السن، حيث تبدأ معركة المُحافظة على المُكتسبات الشبابية بعد فوات الأوان غالباً، نتيجة عدم الاهتمام أو الاستعداد للقبول بالتغير المُحتمل في الشكل والوزن والصحة والتعايش مع ذلك، واللوم هنا يقع على ثقافتنا -حين تسرقنا السنون- غالباً دون أن نشعر بذلك.
نمط حياتنا الاجتماعي لا يُساعد على الانتباه لهذا الفصل المُرّ في الوقت المُناسب، عندما لا نستفيد من تجارب المُجتمعات الأخرى في كيفية التكيِّف مع هذه المرحلة، أسلوب حياة الفرد السعودي -بعد الأربعين- غالباً تبقى كما هي، من ناحية نوع الغذاء، أو مُمارسة الرياضة والحركة، مما جعل نسبة من يعانون السمنة من السعوديين فوق سن الأربعين من الرجال والنساء تتجاوز الـ 73 %، لتتزايد معها احتمالات الإصابة بأمراض السكري، والسرطان، والقلب.. إلخ، بينما الهاجس الأكبر لا يتجاوز مُجرد الهروب من علامات التقدم بالعمر، وعلى رأسها مُحاربة (الشعر الأبيض) الذي هو مُنتهى آمال وطموحات -الأربعيني أو الأربعينية- في السعودية!
الحفاظ على الصحة، واللياقة مع تقدم العُمر -ليس قراراً آنياً- بل هو عمل دؤوب وثقافة تبدأ من مرحلة الشباب، من خلال شراكة بين الفرد والمؤسسات الصحية والتعليمية والتثقيفية، تنعكس على أسلوب التربية المنزلية، وهو ما يجب أن تنتبه له الأجيال الشابة التي تُشكِّل السواد الأعظم من مُجتمعنا اليوم، بعدما فات القطار على (أصحاب الأربعين) بيننا.
البكاء على اللبن المسكوب ليس حلاً، وليتدارك هؤلاء أيام العُمر بالاعتراف أولاً بالمُتغيرات الجديدة، والقبول بها، والعمل على التعايش والتكيف معها باستشارة طبية، من خلال إنقاص الوزن (كشرط أساسي)، وهي الثقافة الغائبة عن مُعظمنا في هذا السن، وهذا يتحقق حسب الدراسات الحديثة بتغيير (نوع وكمية) الأكل والشرب، وزيادة الحركة والنشاط البدني، مع الحرص على البُعد عن الإجهاد، و الإصرار على تحقيق هذه الأهداف بالصبر على النتائج البطيئة المُحتملة.
إنقاص الوزن بعد (سن الأربعين) ليس مُستحيلاً، بل هو تحدٍ كبير، ودليل على توجه سليم لحياة أفضل، وستحصل على (العلامة الكاملة) متى ما كنت مُستعداً (نفسياً) للقيام بذلك.
وعلى دروب الخير نلتقي.