عبده الأسمري
بين المناصب والأشخاص كيمياء من التجاذب تستند إلى الإنجاز وترتهن إلى ثقة البشر وحينما يغادر «رجل دولة من الطراز الأول» كرسي المسؤولية أو يأتي إليه تظل ما خطت يداه من قرارات «شاهد عيان» وتبقى الدعوات تسبقه وتخلفه عندما تتشرب الأنفس إيجابيات «النجاح» وتستمر الإنجازات ناطقة تتوالد منها تباشير المستقبل.
الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض مثال على «صناعة التنمية وتوريث الحقائق التنموية والإنسانية بلغة ماضٍ مشرف وحاضر مبهر ومستقبل ينتظر الأجيال باحتفال وابتهال بالإشراق والإغداق.
أمير خبير اعتلى كرسي المسؤولية نائبًا لأمير منطقة وأميرًا لمنطقتين لعقود من الزمان واستعلى بخلقه الذي رفعه «مكانًا عليًا» في قلوب محبيه ورعيته في حقبة زاخرة بالأداء زاهرة بالنماء عامرة بالعطاء.
بوجه يحمل ملامح خليطه من الهيبة والطيبة وصوت يحمل لهجة بيضاء تتقاطر منها عبارات التفاؤل وسكنات التواضع وكاريزما أميرية تشبه والده وتتقاطع مع أخواله وبشخصية يملكها «الكبار» نراه في كل مكان أميرًا وقائدًا ومسؤولاً ومواطنًا مخلصًا في كل موقع.
الأمير فيصل شخصية مركبة من صناعة القرار والمشاركة المجتمعية والمسؤولية الشعبية وتركيبة إنسانية من العمل الخيري والاجتماعي وقامة بشرية توزع النبل وتتجاهل الفضل بأعمال سجلتها ميادين ووظفتها مبادرات وأثبتتها نتائج.
بين عسير التي شغل فيها منصب نائب لأميرها خالد الفيصل بدأ العمل القيادي الكبير وصناعة السيرة العصماء والمسيرة البيضاء بعد تدرج سبقها في عدة وظائف بعد حصوله على الشهادة الجامعية ثم قدم عملاً مميزًا في المنطقة جعلته خيارًا أمام القيادة الحكيمة لتولي إمارة منطقة القصيم في حقبة كانت المنطقة هنالك تنتظر خبيرًا بقامته وأميرًا بحجم خبرته فقدم إليها ليحولها إلى أنموذج للعمل ومنهاج للتطور عندما نقلها لتكون من أجمل المدن الحاضرة الناضرة بمجالات التنمية وبالعمران والتجارة والاقتصاد والسياحة والتعليم لتبرز كجوهرة مشعة في صدر الوطن. أكثر من عقدين عمل فيها الأمير فيصل بصمت وتحولت القصيم إلى خلية نحل بشرية من العمل اعتاد العاملون في مكتبه قدومه الباكر وإنجازه المبكر بخلاف أنه ركن أساسي في كل مناسبات المحافظة. لا يستغرب شباب أو شيوخ أو بسطاء القصيم أو محافظاتها وحتى قراها من وجود الأمير بينهم يشاركهم الأماني ويشاطرهم الأحزان ويسامرهم الأفراح. وفي خدمة المجتمع بالقصيم قام بإنشاء جائزة تعنى بحفظ القرآن الكريم وإنشاء برنامج الأمير فيصل بن بندر للتنمية المجتمعية حيث يقوم البرنامج بتدريب وتوظيف شباب منطقة القصيم، وتدريبهم وصرف مكافآت لهم.
واستحدث جائزة الأمير فيصل بن بندر للنخيل. لا يعترف الأمير فيصل ببروتوكولات المنصب يسير بين المواطنين بطبيعة المواطنة الخالصة بكيان الأب وكينونة الأخ وسمات الصديق وصفات الرفيق وتفاصيل المحب للهمة وتفصيلات العاشق للمهمة. لا يكترث بجمع المرافقين أو جموع الحرس والحاشية تجده جائلا بين الشباب ووسط الأسر فارضًا أجواء من الألفة وبيئة من التالف تلغي البوابات الموصدة من البيروقراطية وتهدم أركان الحواجز بين المسؤول والرعية. وعلى الرغم من مهامه فإنه حريص على رصد المشكلات والقضايا من أصلها وفي مهدها لذا كان «زائر ليل» يتخفى في سيارة عادية بين أحياء منطقته وبين مقدرات المحافظات ليتابع العمل بعين المراقب وقلب المتابع وعقل الموضوعي.
في خضم المسؤوليات الجسام كان قلمه «الحسام» الذي أصدر قرارات تاريخية في القصيم وبعدها في الرياض تضمنت وضع بيئة تحتية حاضرة ورؤية مستقبلية ثاقبة للتنمية للإنسان والمكان.
عندما تولى سلمان الحزم ملك البلاد وهو الضليع بالرياض وإمارتها وتفاصيل ماضيها ومستقبلها اختار فيصل بن بندر ليكون أميرًا للعاصمة العالمية «الرياض» قدم وفي يده ملفات التطوير وفي عقله تباشير المرحلة وفي قلبه الحب العتيق. خرج من مكتبه بالقصيم التي أحبها ابنًا بارًا وأبًا حانيًا تاركًا الشموع خلفه مشتعلة مضيئة في كل ركن من المنطقة مخلفًا إرثًا من العطاء والإنسانية في الأماكن والقلوب.
ازدانت الرياض بأميرها الجديد وعانقت هضاب نجد مرحلة جديدة تحت توقيع «فيصل بن بندر» الأمير الخبير «ومنذ يومه الأول أسس منهجية في العمل التشاوري حول المحافظات إلى بيئة مشتعلة من التفاعل الذي لا يعترف بالدوام الحكومي المحدد بالساعات بل غير زمن الإنجاز إلى عقارب تتحرك باتجاه» محطات متحركة لا تتوقف وظف روح التفاعل الشعبي ولغة المبادرات الفاعلة وأزال حواجز المكاتب الأمامية بين المسؤول والمواطن وألغى الملفات العتيقة وطور البيئة الإلكترونية ووظف لغة التخاطب المباشر وحرك الملفات ووجه بالتطوير ونادى بالعمل الدؤوب المقترن بالتفعيل المقرون بالنتائج.
الرياض أمام عهد جديد وتاريخ مديد ستبرهنه نتائج إنجازات العالم الأول الذي يملك الأمير فيصل تفاصيلها وأسراها بفكره وبعد نظره وتحت توقيعه الشهير بالسيرة الانفرادية لأمير عشق وطنه فكانت سيرته منهجًا من الإبداع في التعامل والتكامل بين الإنسان وعطاءاته وبين الوطن وإقاماته.