سعد الدوسري
يتركز حديث الناس هذه الأيام على التطبيقات الجديدة لنظام «باشر» للرصد المروري، وكيف أنه سيتم العمل بها، دون توعية الناس بتفاصيلها. ولقد انقسم المهتمون بالأمر إلى قسمين؛ قسم يشدد على أن هذه التطبيقات ستخفض نسب الضحايا اليوميين على الطرقات الداخلية والسريعة، وأن العمل بها مباشرةً مطلوبٌ بشكل ملح. وقسم يمنح سائقي السيارات الحق في التعرف المسبق على ماهية هذه التطبيقات الجديدة وآلياتها وغراماتها وعقوباتها، كما يحدث في كل دول العالم.
الاختلاف بالرأي في مثل هذه القضايا أمر طبيعي، ولكن ثمة حقيقة لا يختلف أحدٌ عليها، وهو أن مستخدمَ الهاتف المحمول أثناء القيادة، قاتلٌ محتمل، ويجب أن يُوقف عند حده، بكل الطرق الممكنة، فهو لا يقتل نفسه فحسب، بل يقتل الأبرياء الذين يمارسون حقهم في استخدام الطريق. وما يقال عن مستخدم الهاتف المحمول أثناء القيادة، يقال عمن يتجاوز السرعة القانونية، وعمن يتجاوز الإشارة الضوئية، وعمن لا يلتزم بربط حزام الأمان، وصولاً للذين يعيقون حركة السير، أو يتجاوزون خط المشاة.
إن على من يرغب في حرمان «ساهر» أو «باشر» من جباية أمواله، أن يلتزم بالأنظمة، وحينها سيجد هذه الكاميرا المخبأة بين الأشجار أو على الأعمدة، تذرف الدموع، لأنها لم تصطده، وفي نفس الوقت، سيصل إلى بيته سالماً، ودون أن يتسبب في قتل أحد.