فوزية الجار الله
في الأسبوع الماضي عرضت قناة الإم بي سي فيلم «الرسالة» الذي يحكي قصة الرسالة النبوية التي بشّرت بمجيء الإسلام، وهو من أجمل الأفلام في تاريخ السينما، تابعت الفيلم بمنتهى التأمل والاستمتاع وقد سبق لي أن شاهدته مراراً إلا أنه لم يفقد تأثيره بعد، فأنا الآن أشاهده بعين أخرى وبإحساس آخر، وبنضج مختلف.
هذا العرض جعلني أعود لاستقراء بعض المعلومات عن الفيلم الذي قد لا يعرفه الكثير من شباب هذا الزمن خاصة من أولئك الماضين بخطواتهم على سطح الحياة ولا يهمهم التوغل في أعماقها ولا يبذلون جهداً في فهم أبعادها، أولئك الذين يفتقدون للثقافة والمعرفة..
يبدو العمل عظيماً ومؤثّراً إذا ما نظرنا إلى الفترة التي تم إنتاجه فيها، فقد تم هذا العمل في وقت لم تتطور فيه وسائل الإعلام وأدوات ووسائل الإخراج، لم يظهر فيه الإنترنت والإعلام الرقمي بشكل عام، ولكم أن تتخيلوا أي روعة وإتقان سوف يظهر فيها هذا العمل لو تم إنتاجه في هذا الزمن، بعد التطور الهائل في التكنولوجيا وفي العالم الرقمي؟ كيف سيبدو؟!
يقول مصطفى العقاد مخرج الفيلم في مقابلة أجريت في عام 1976م: (نظراً لكوني مسلماً يعيش في الغرب شعرت بأن عليّ مسؤولية وواجباً دينياً لأروي الحقيقة عن الإسلام وأردت أن أروي القصة التي ستبني جسر التواصل بين الإسلام والغرب).
بدأ العقاد بتصوير الفيلم في عام 1974م بنسختين عربية وإنجليزية كي يضمن وصوله إلى العالمين العربي والغربي، وقد قام بالتمثيل في النسخة العربية عبدالله غيث بدور حمزة بن عبدالمطلب ومنى واصف في دور هند زوجة أبي سفيان وآخرون من مشاهير الممثلين العرب في ذلك الوقت.
تعرض الفيلم في ذلك الوقت لكثير من الجدل بسبب ظهور بعض من شخصيات الصحابة رضي الله عنهم، إلا أن الشخصية الرئيسة في الفيلم لم تظهر وهي شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم وقد حلّ العقاد هذه المعضلة بالتلميح لوجود النبي محمد في الفيلم حين تتكلم الشخصيات باتجاه الكاميرا مباشرة، وكانت تلك المشاهد أشبه بمن يرى وحياً روحياً، وهنا تأتي عظمة المشاهد وقوة التأثير فأنت في هذه اللحظة تتخيل عظمة سيد البشر وآخر الأنبياء المرسلين، هناك الكثير مما يمكن أن يُقال عن هذا الفيلم، لكن أدهشني أن أعلم بأن مجموعة من الكتّاب قاموا بكتابة السيناريو منهم: عبدالحميد جودة السحار وتوفيق الحكيم وكذلك الأميركي هاري كيغاف.
** إضاءة: نبارك لأنفسنا ولبلادنا نجاح حج هذا العام 1437هـ الذي كان بسبب جهود عظيمة مستمرة من رجال الأمن ومن المسؤولين في كافة مواقعهم وعلى رأسهم قيادة حكيمة بذلت أقصى الجهود في سبيل إتمام هذا الموسم بمنتهى الهدوء والأمان، نأمل أن يدوم هذا النجاح في الأعوام القادمة ونحن أهل ذلك والقادرون عليه بإذن الله.