أمل بنت فهد
عندما تذهلك الجهود.. والهمم التي لا تتعب ولا تشتكي.. إنما تعطي برحابة.. إنه عطاء العظماء الذي يسمعك صوتاً من أعماقك ليس له ترجمة عدا أنه شيء من خجل.. كأقل شعور ينتابك أمام عملقة الأعمال.. تنزوي بك حياتك لتصارحك أن همومك ليست بشيء.. وأن تعبك ليس بتعب.. إذا قارنت ما تفعله الأنفس الكريمة حين تذلل العقبات أمام الآخرين.. وترهن طاقتها من أجل الصالح العام.. فإن همومك الصغيرة تستحي منهم.. وتصرخ بك أن قم.. فإن البذل والسخاء أنبل ما يكون وأشرف عندما يقدم من أجل الجميع.
كل من ساهم في نجاح حج هذا العام.. وكل عام مضى.. من العامل البسيط إلى أعلى قيادة.. همة واحدة.. تقوم دفعة واحدة.. لتقول لنا وللعالم ها نحن ذا لا نسمع ولا نرى غير هدف واحد إلى أن يتحقق.
جنودنا البواسل في الجنوب.. جنودنا النبلاء في الحج.. جنودنا الشرفاء في كل شارع وكل زاوية وكل مكان.. بكم نفاخر.. وبكم نتحدى.. وبكم تمتلئ صدورنا عزة وكرامة.. وتطمئن قلوبنا.. أنتم رأس مالنا ولكم منا كل التقدير والاحترام.. لتعلموا كم نشعر بكم.. وندرك كم تتعبون.. وكم تتحملون.. لتعرفوا كأقل ما يمكن أن نقدمه لكم.. فلا شيء يعادل صنيعكم لنقدمه.. فاقبلوا الشكر والامتنان.
نعم كلنا معني بالشكر.. كلنا مدين لأبطالنا.. وقليل جداً في حقهم.. وكل ذلك من أجل من؟
من أجل الوطن.. أعظم وأشرف حب تنتفض من أجله النخوة والأمانة والبذل.. نُشرفه أمام العالم.. ونحميه من الداخل.. حتى من أقرب قريب.. لا شيء يعادل حب الأوطان.. جذور ضاربة في عمق الحياة.. وما الحياة دون وطن؟
أن تؤدي عملك بأمانة فهي الوطنية.. أن تربي جيلاً يحترم الحياة.. أن تحمي سمعته وتعتبر أي جرح له جرح تأخذه على محمل شخصي دون هوادة.. أن تكون شكوراً لكل يوم يمضي دون أن يؤذيه أحد.. أن تساهم في بناء البشر.. وتحتضن محتاجهم وتمد له يد العون.
الوطنية شعور بالالتزام التام أمام الذات والمجتمع.. الوطن شعب ترى فيهم الأخوة والمحبة.. وتقف في وجه الفساد لأنه يؤذيهم.. ويسلبهم حقوقهم.. ويمنح الأعداء فرصة النيل منهم.
الوطنية قرار يعجز عن اتخاذه التابعون.. والمأجورون.. والسذج.. الوطنية ليست كلاماً يقال.. إنما شعور فطري قد تطمره بعض الأفكار أو تشوهه.. لذا إن أردنا شعباً لا يقهر.. فإن الوطنية لا بد أن تكون اعتقاداً وشعوراً.