عثمان أبوبكر مالي
يُبشر الأسبوع الرابع من الدوري السعودي لكرة القدم (دوري جميل) باستمرار الإثارة والمتعة والقوة والمفاجآت التي شهدتها مباريات الأسبوع الثالث، خلال العديد من مباريات الأسبوع الرابع التي تنطلق غداً الخميس، وتحمل مباريات كبيرة ومرشحة لتكون (حديث الدوري) أسوة بما جرى خلال الأسبوع الثالث الذي كانت نصف مبارياته على الأقل (حديث المجتمع) الرياضي من خلال النتائج والمستويات، خصوصاً بعد فوز الاتفاق على الهلال والشباب على الأهلي وانفراد الاتحاد بالصدارة (من غير حروف أو أبجديات) بعد فوزه الكبير على الوحدة.
أكثر مباريات الأسبوع (المنتظرة) هي ولا شك مباراة (الديربي) الكبير (ديربي الكرة والدوري السعودي) الذي يجمع بين فريقي الاتحاد والأهلي يوم الجمعة القادم، وهو الديربي الذي لا يختلف (غالباً) طابعه وواقعه ومستواه وأحواله وتقلباته، ولا يرتبط واقعه بمركز فريق أو ترتيبه، ولا ظروفه، أو سابق نتائجه، ولا حضوره ونجومه أو الغائبين من عناصر أي فريق؛ وإنما يحتفظ دائماً بقوته وإثارته ومتعته الكروية الكبيرة، وأيضاً تقلباته ومفاجآته التي كثيراً ما ضربت التخمينات والتوقعات عند الجماهير والمتابعين، وقراءات النقّاد والمحللين، وترشيحات الاستفتاءات والمصوّتين، وهو يعتبر أكثر ديربي محلي تأتي فيه النتائج (كثيراً) على العكس تماماً من الأوضاع التي يعيشها كل فريق قبل أو في أسبوع المباراة، من الحضور والغياب والجاهزية واكتمال العناصر، وإن كان الأهلي تفوق خلال السنوات الخمس الأخيرة، مستفيداً من تفوقه الكبير والواضح (خارج المستطيل الأخضر) بفضل عمله (الإداري) المميز واستقراره (الفني والنفسي) إلا أنه لم ينجح في (إلغاء) امتيازات الديربي وخصوصياته بشكل كلي أو حتى تحييدها، عدا الموسم الرياضي الماضي الذي يُعد موسماً (استثنائياً) فاز فيه بنتيجة كبيرة ذهاباً وإياباً، ولعلنا نتذكر ما حدث بين الفريقين في مباراة إياب موسم (2014/ 2015) عندما كان الأهلي يمضي في سجل أرقام مبارياته من غير هزيمة، وكاد الاتحاد يفعلها، قبل أن يدرك سلمان المؤشر التعادل لفريقه في أخر ثواني المباراة، بهدفه الذي احتفل به الأهلاويون طويلاً.
مواجهة الجمعة هي أول لقاءات الديربي الكبير هذا الموسم، وأول لقاء لهما على أرض الجوهرة هذا الموسم، أمام جماهيرهما؛ تأتي والاتحاد انفرد بصدارة الدوري (مؤقتاً) والأهم من كل ذلك أنها أول مواجهة للفريقين والأهلي بطل الدوري (حامل اللقب) وهذه (ميزة) لها لم تحدث منذ أكثر من ثلاثة عقود، لم يحقق خلالها الأهلي اللقب، ولذلك فإنها مباراة في مباريات (إن صح التعبير) ستكون للتاريخ وللأجيال وسيذهب بها الركبان، وما ننتظره ونأمله أن تكون مباراة في الموعد وتأتي ملائمة لكونها مباراة ديربي (الكرة السعودية).
كلام مشفر
* خسر الأهلي الأسبوع الماضي دورياً، أمام الشباب بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين، وكان بإمكانه حسم النتيجة قبل منافسه وبذات النتيجة أو أكثر لو استفاد مهاجموه من الفرص التي سنحت لهم، لكن لاعبيه تسابقوا على إضاعة الفرص ودفاعه فقدَ الانسجام فسهل الخسارة.
* الاتحاد تصدر بعد الجولة الثالثة بفوزه الكبير على الوحدة بخمسة أهداف، ورغم الهجوم الضارب استقبلت شباكه ثلاثة أهداف، كعادته في كل المباريات التي لعبها، وبطريقة (كربونية) مشابهة، مما يعني ضعف الدفاع وسهولة الوصول إلى المرمى.
* ينقص دفاع الاتحاد الثقة في أنفسهم أكثر وإلى تنظيم أعلى والرقابة اللصيقة في الكرات الثابتة والعرضية كثر، ويحتاج دفاع الأهلي إلى الانسجام أكثر والتركيز على الكرة وليس اللاعب، وليس مقبولاً في الطرفين الأخطاء البدائية التي تحصل.
* ليس من المعقول أن يجد هجوم الاتحاد الفرص وكرات التسجيل التي وجدها أمام الوحدة، وليس من الممكن أن يكون دفاع الأهلي فاقداً للتركيز والمستوى الذي كان عليه أمام الشباب، ولذلك فإن (عنصر المفاجأة) الذي يمكن أن يلجأ إليه كل مدرب ربما يكون (الكرت) الذي يقلب موازين القوى في كل فريق ضد الآخر.
* أكثر ما أخشاه في المباراة أرضية ملعب الجوهرة، التي خضعت للتغيير والتجارب، بعد أن أغلقت طويلاً، وعدم السماح للفريقين بإجراء تمرين عليه قبل المباراة خطأ تنظيمي لا يغتفر من إدارة الملعب، قد يعيق المستوى الفني للعب لعدم تعوُّد اللاعبين على الملعب وأرضيته.
* أيضاً تجربة التنظيم التي ستطبق في المباراة، آمل أن لا تكون على حساب الجماهير وتتضرر منه، مباراة جماهيرية كبيرة، لا تحتمل (التجارب) كان الأولى التجربة في المباريات التالية لهذه المباراة ذات الكثافة الجماهيرية الأعلى وعدم سلب متعتها.
* تمنياتي بالتوفيق للاعبي الفريقين لتقديم مستوى يليق بديربي (الكرة السعودية).. ومبروك سلفاً للفائز أياً كان.