«الجزيرة» - فن:
يوضح منتج الفيلم «أيمن جمال» أن 20 أو 30 مليون دولار وإن كان كبيرًا بالنسبة للسينما العربية عمومًا، غير أنه قد لا يتجاوز 50 في المائة من قيمة الأفلام «الأيقونية» في عالم «الانيميشن»، فبالنسبة لأفلام الأنيميشن المتميزة التي تنتج في استوديوهات هوليوود وديزني يُعَدُّ هذا الرقم عاديًّا؛ إِذ إن القيمة الفنية والجمالية لهذا العمل تحديدًا قد تفوق ضعف هذا المبلغ فيما لو أُنتج فيلم «بلال» نفسه في هوليوود على سبيل المثال.
وعلى صعيد التمويل يوضح جمال أن «التمويل من أصعب التحديات التي واجهت فيلم بلال؛ فرجال الأعمال والشركات الاستثمارية في المنطقة العربية بعيدة - للأسف - كل البعد عن صناعة الأفلام أو الألعاب أو حتى عن صناعة الترفيه؛ لذا أعتبر نفسي محظوظًا بإيجاد المستثمرين الذين وافقوا على خوض غمار هذه التجربة والتحدي والإقدام على هذا العمل، خاصة أن 5 في المائة أو أقل من الذين قمت بزيارتهم وافقوا على الاستثمار، فيما رفض نحو 95 في المائة من رجال الأعمال والشركات الكبيرة الاستثمار في فيلم «بلال»؛ لأنه من وجهة نظرهم صناعة فاشلة، في حين أن معظمهم شاركوا في استثمارات مشابهة عدة مع شركات أمريكية».
ويرى جمال أن الحل لأزمة تمويل صناعة المحتوى في العالم العربي يكمن في إيجاد صناديق استثمارية وشركات تتبنى هذه المشروعات؛ ففي الكثير من دول العالم - وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وكندا - تقوم الحكومات بدعم صناعة السينما عن طريق عائدات الضرائب، وهو السبب المباشر لتطور هذه الصناعة في الغرب، على حد وصف جمال.
بعيدًا عن الجانب المادي، شهد «بلال» مشاركة أكثر من 360 شخصًا من ممثلين عالميين من هوليوود وديزني وغيرهما، وخبرات إنتاجية وفنية لنخبة من المختصين العرب والأجانب الذين تضافرت جهودهم على مدى 3 سنوات.
وشارك أيمن جمال في الإخراج الباكستاني خورام آلافي، أما كتابة النص فأوكلت إلى كل من مايكل وولف وأليكس كرونمير المتخصصين في هذه النوعية من الأفلام، وشاركهما الكتابة السعودي ياسين كامل.
وفي وقت يشدد فيه أيمن جمال على أن طرح النسخة الأولى من العمل باللغة الإنجليزية تحديدًا جاء لأسباب تسويقية عدة، تتعلق بوصول العمل والرسالة التي يحملها إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور العالمي، أما ما يحسب للجهة المنتجة في هذا السياق فهو عدم توقفها عند هذا النجاح الذي بدأ يحصده الفيلم في دور العرض؛ إِذ يوضح جمال أن شركة «برجون انترتينمت» قد انتهت من التعاقد مع مجموعة من النجوم العرب، وتستعد الآن لبدء تسجيل النسخة العربية من «بلال»، التي ستطرح في صالات السينما في العالم العربي كافة خلال الأشهر القليلة المقبلة، وذلك بموازاة دبلجة الفيلم إلى 7 لغات عالمية عبر 7 نسخ، ستكون جاهزة للعرض حول العالم قريبًا.
ويقول المخرج والمنتج أيمن طارق جمال: «قصة بلال هي قصة أمل ورجاء وانتصار للإرادة على الأغلال التي تقيد نفوسنا لا أجسادنا، وهدفنا إيصال رسالة التحرر ورفض العبودية على أشكالها كافة للعالم كله».