لم تكن حكاية «الإنتاج السينمائي العربي الأضخم على الإطلاق» لتلقى رواجًا إعلاميًّا وجماهيريًّا عالميًّا في دور السينما الأمريكية والأوروبية والعربية والآسيوية لولا توافر عناصر أساسية، حولتها إلى «ظاهرة سينمائية ثلاثية الأبعاد».. بهذا المعنى تداولت الصحافة العربية والعالمية أسرار وأخبار فيلم «الأنيميشن» عربي الهوية.. عالمي الهوى: «بلال».
30 مليون دولار هي الكلفة الإنتاجية لفيلم «أنيميشن»، رقم يفوق أعلى إنتاجات السينما العربية، فهل هي كلفة مبالغ فيها، أم أنها رقم لا مناص من إنفاقه إذا ما أراد العرب المنافسة على منصات التتويج الجماهيرية والنقدية العالمية.
العرض العالمي الأول في دور العرض استهل من دبي في الإمارات العربية المتحدة، حيث حرص منتج ومخرج الفيلم «أيمن جمال» على الحضور بصحبة نجم هوليوود العالمي «أدوالي أباجي» الذي لعب دور «بلال» صوتيًّا في فيلم «الأنيميشن» الذي وافت شروطه وعناصره وأدواته الفنية أعلى المعايير المعتمدة في إنتاجات هوليوود، فجاء التتويج مكافئًا للجهد، وكانت صفة «العالمية» هي الأكثر استحقاقًا لمجهود إنتاجي، امتد أكثر نحو ثلاث سنوات.
وبالإضافة إلى الجانبين الإنتاجي بشقيه الفني والمالي، والعالمي لناحية تضافر الجهود بين الفنيين والممثلين والكتاب وغيرهم، يأتي الجانب القيمي والأخلاقي من حيث المحتوى المقدم للجمهور العالمي والعربي على حد سواء، الذي جاء في وقت يتعرض فيه العرب عمومًا والمسلمون منهم خصوصًا لضغوط نفسية وسياسية، ترقى لدرجة التمييز العنصري أحيانًا في بعض بلدان الاغتراب؛ وذلك نتيجة ممارسات التكفيريين والجماعات الإرهابية، ونشرهم ثقافة الذبح والتكفير وقطع الرؤوس، وانتشار ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي على نحو غير مسؤول؛ ما بدأ يسهم - مع الأسف - بتعميم نظرة أحادية ومغلوطة عن العرب والمسلمين في الغرب.