علي الصحن
يضع الهلاليون أيديهم على قلوبهم خشية تكرار غياب فريقهم عن بطولة الدوري، وجاءت الخسارة التاريخية من الاتفاق في الرياض لتعزز هذه المخاوف التي ولدت بعد مباراتيه أمام الباطن ثم التعاون، التي فاز فيهما، دون أن يقدم المردود الفني المقنع.
والدروس هي الدروس ذاتها تتكرر كل موسم لكن الهلاليين لاعبين وأجهزة فنية وإدارة، مازالوا عاجزين عن استيعابها، فإخفاقات البدايات وخسائر الجولات الأولى، هي السبب في خسارة الدوري، أو الابتعاد عن المنافسة، وفي النهاية لن يفيد التدخل في الجزء الأخير من الموسم، ويقع الفريق تحت ضغوط حتمية الانتصار وتعثر المنافسين، وهو ما لم يتحقق في خمسة مواسم خلون هي عمر غيابه عن تحقيق اللقب.
إدارة النادي لم تضن على الفريق بشيء خلال فترة الاستعداد للموسم، ولم تدخر مالاً ولا جهداً في سبيل العناية به، وما يضمن تطويره وتحقيق تطلعات جماهيره، لكن وكما تقول العرب (الزين ما يكمل) وما زال هناك المزيد من المتطلبات التي يحتاجها الهلال حتى يكتمل بدراً، ففي النهاية لن يكون ضخ المال وحده وبذل الجهد كله سببين كافيين للوصول للهدف، فالمنافسون يفعلون ذلك أيضاً، ولا بد من اكتمال منظومة العمل، وتحديد الأولويات، واختيار الأدوات المناسبة لتحقيقها، ورسم السياسات الكفيلة بذلك.
إدارة الكرة في الفريق الأول بقيادة المفرج، ما تزال ومنذ تولى المنصب قبل خمس سنوات محل أخذ ورد، هناك من يتحدث عن أخطاء واضحة في صميم عمل هذه الإدارة، وهناك من يقول إنها ضعيفة أمام سطوة وجماهيرية النجوم، وآخرون يقولون إنها قدمت كل ما لديها وأن التغيير مطلب خاصة وان رياح التغيير هبت وبدلت كل شيء في الفريق، دون أن تقترب من إدارته، ويرون أن مرورها على الإدارة ربما خلق روحاً أخرى وجدد في الفريق ووضع حلولاً لبعض علله العصية.
التجديد مع اللاعبين ونقيضه، ما زال محل تساؤل شريحة واسعة من الهلاليين، وكمثال: جاء إجراء مخالصة مالية مع سعود كريري، ليكشف كيف تدار بعض الأمور في الفريق... فنياً ومنذ الموسم الماضي وكريري لم يعد النجم المميز كما كان قبل سنوات، والفريق تم دعمه بالخيبري وهناك عطيف والفرج وآخرون، وبعد مرور أربعة أشهر من التجديد، وبعد نهاية فترة الاستعداد والمشاركة في المعسكر والتمارين طوال الثلاثة أشهر الماضية، وعلى حساب لاعب شاب ربما يكون أحوج لذلك، يتم إجراء المخالصة المالية مع اللاعب!!
الجهاز الفني للفريق... جاء والكل يتحدث أن سيرة مديره ليست كما يتمناها الهلاليون، وحذر كثيرون من إتمام التعاقد معه، وهاهي الأيام تثبت أن المدرب أقل من طموحات الهلاليين، وأن التضحية مبكراً أجدى من الصبر عليه على أمل أن يحدث الله بعد ذلك أمراً، وأجدى من اتخاذ قرار متأخر كما حدث مع سلفه الذي حذر الهلاليون الصادقون المخلصون من استمراره، لكن بقي حتى تسربت النقاط والألقاب من الفريق كما يتسرب الماء من الكف.
اللاعبون الأجانب يحضرون من أجل دعم الدكة؟؟ أم من أجل الفريق الأساسي... وهل يعقل أن يتحدث أحد عن استقرار اللاعبين وانسجامهم ومنحهم الفرصة بالتدرج؟؟ هل يتحدثون عن لاعب شاب قادم من الفئات السنية، أم عن لاعب تم التعاقد معه بناء على تاريخ وسيرة؟ ولماذا يشارك لاعبون في أندية أخرى بعد أيام قليلة من وصولهم ويقدمون المطلوب، فيما يُحرم الهلال من هذا الحق مع أن لاعبيه وصلوا قبل أكثر من شهرين؟ ومن يتخذ مثل هذه القرارات؟ ومن يدفع ثمنها؟ وهل يمكن تمريرها بسلام؟
في مثل هذه الظروف والنتائج بدا أن الفريق يفقد ركيزتين هامتين تميز بها طوال تاريخه، هيبته وروحه، كانت للهلال هيبة وشخصية تساعده على تجاوز الخصوم وتجعل من الصعب التجرؤ عليه، وكانت روحه كفيلة بأن تعالج أي مشاكل فنية داخل الميدان... في الحقيقة أن الدقائق العشر التي تلت هدف الاتفاق الأول، والغياب التام للفريق واستسلامه العجيب، كشفت أن الهيبة والروح ما عادتا بالشكل الذي يتمناه الهلاليون لفريقهم.
إدارة الهلال مطالبة بالعمل والتخطيط وقراءة حال الفريق وما يحيط به، واتخاذ قرارات مناسبة تكفل رتق كل الثقوب التي يعاني منها.... الصبر والمزيد من الفرص وانتظار فرج قد يأتي وقد لا يأتي لن يحقق شيئاً للفريق، والسنوات السابقة قدمت كل الدروس، وكشفت كل شيء... فهل من مستفيد معتبر ؟ قبل أن يضيع دوري جميل على الفريق ومعه كل جميل فيه.