ميسون أبو بكر
انتشرت وتنوعت وسائل التواصل الاجتماعي التي فتحت المجال أمام الأفراد على اختلاف ثقافاتهم ومداركهم أن يظهر من أراد منهم عبر هذه الوسائل سواء في تسجيلات مرئيّة أو صوتية أو مكتوبة.
من هذه الوسائل سرعان ما احتلت مكانة وسائل ووسائط حديثة وجديدة أكثر انتشاراً وأعلى تقنية مثل الكيك والانستجرام الذي احتل مكانه السناب شات.
أصبحت الأجهزة الذكية كغرف فضائية مغلقة تأخذ مستخدميها لعوالم افتراضية وكائنات عبر واقع افتراضي غير محسوس، وتسببت بقطيعة اجتماعية تتعارض مع مسماها (وسائل التواصل الاجتماعي) حيث عزلت مستخدميها عن المحيطين بهم وأشغلتهم عن التواصل مع ذويهم وخلقت نوعاً من الجمود والبرود والقطيعة وقلة التعبير المباشر والحسي لأنها جعلت مستخدميها فريسة لاستخدام رموزها الجاهزة كما فضحت أسرار البيوت وحُرمَاتها وأوجدت الخلافات بين أهلها. كما كشفت هذه الوسائل عن الأقنعة وعن ثقافة مستخدميها ولغتهم من خلال مشاركاته، ولعلي لا أريد هنا أن أتطرق لبعض الجوانب الإيجابية التي تتغلب عليها السلبيات لهذه الوسائل لكن بكل مرارة أتحدث عن أشخاص كانت لهم الهيبة قبل استخدامهم لها وقبل انكشاف حقيقتهم ومستواهم الثقافي.
في زمن الحرب نحن وزمن لجوء وتشرد شعوب من أوطانها وجوع الأطفال وبكاء الأمهات الثكالى وتجد فلان وفلانة يستعرضون أشهى الموائد وفاخر الثياب وفخامة الأثاث.
(الهياط) استفحل على هذه الوسائل الإلكترونية، وتأذى الكثيرون وزاد أَذى وكذب وتفاخر وتمادي السفهاء، وقل استخدامها لإعطاء معلومة أو إفادة المتلقي أو التعريف بملتقى أو مؤتمر أو محفل وطني.
كانت لتكون هذه الوسائل للوصل مع الآخر والتواصل المفيد وكرسائل مهمة للمتلقي من قبل أشخاص ذوي ثقافة وفكر يشيعون عبرها ما يسر ويبهج وليس كل غث وسمين.
لم نكن القدوة الصالحة لأبنائنا من خلال الواتس أب والسناب شات وأخواتها فانتشرت المقاطع الخاوية التي تضحكنا على الواقع وعلى المحتوى الهزيل واللغة المتكسرة.
هل تكون هناك صحوة بعد هذه الفوضى وندرك أهمية الوقت الذي نستهلكه في استخدام الأجهزة الذكية وهذه الوسائل؟ لست أدري!