فيصل خالد الخديدي
اجتمع وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي قبل أسابيع مع عدد من التشكيليين والمهتمين بالفنون التشكيلية بحضور رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون الأستاذ سلطان البازعي واعتذر عن الحضور رئيس الجمعية السعودية للفنون التشكيلية الأستاذ محمد المنيف لعدم وجوده بالسعودية فترة انعقاد الاجتماع, وتباينت ردود الفعل من التشكيليين على هذا الاجتماع فرغم التفاؤل باستماع واجتماع معالي الوزير مباشرة مع التشكيليين والمهتمين بالشأن التشكيل وأنها خطوة إيجابية لمشاركتهم في رسم مستقبل الفنون التشكيلية وطرح أفكارهم ورؤاهم والتطلعات حول المجمع الملكي للفنون وما يواجه التشكيل المحلي من عقبات, إلا أن البعض أبدى تحفظاً على انتقائية الأسماء المشاركة في الاجتماع والتي لم تمثل كافة أطياف التشكيل المحلي وشرائحه مع أن الاجتماع كان بمحافظة جدة إلا أن كثيرا من الأسماء المؤثرة في التشكيل المحلي والمتواجدة في جدة من فنانين أصحاب خبرة وطول ممارسة أو الأكاديميين المتخصصين بالفنون التشكيلية لم يكن لهم حضور ولا مشاركة ناهيك عن بقية الفنانين بمختلف شرائحهم من بقية مناطق المملكة.
إن مهمة رسم مستقبل التشكيل المحلي وتحقيق الهاجس التشكيلي والذي يتوافق مع اتساع الأفق الذي ترسمه تطلعات التحول الوطني والخطط المستقبلية الطموحة لا يمكن أن يتم بالسير في نفس المسارات السابقة وتوقع نتائج مختلفة، فالشللية والانتقائية والإقصائية وأحادية الرؤى والذاتية ومركزية العمل أدوات لا تتناسب مع التطور المنشود، والمستقبل يحتاج منا انصهار جميع أطياف المجتمع التشكيلي في حزمة ضوئية وواحدة تضيء مستقبل التشكيل المحلي وتؤمن بتنوع الأجيال وقدرتهم على العطاء وعدم إلغاء جيل على حساب جيل أو صوت لأجل آخر، أحلام الماضي بدأت في طريقها للتحقق فلا نئدها في مهدها بأخطاء الماضي، والساحة التشكيلية المحلية بها من القدرات والخبرات والطاقات الشبابية والعديد من الأكاديميين والكتاب وأصحاب القدرات التخطيطية والتنفيذية المتنوعة وهو ما يجعل خيارات وزارة الثقافة والإعلام واسعة فيما تبقى من اجتماعات لرسم خطط لمستقبل التشكيل المحلي حيث أشار وزير الثقافة والإعلام إلى أنه سيتم عقد ورش عمل في العديد من مناطق المملكة قبل انطلاق الورشة الوطنية للفنون في شهر صفر القادم.
الأمل كبير بالقادم من الأيام والتطلع عظيم في وزارة الثقافة والإعلام لفتح المجال لأكبر عدد من التشكيليين والسماع لمختلف شرائح المجتمع التشكيلي للمساهمة في بناء مستقبلهم وفق رؤى ناضجة عميقة بخبراتها، متقدة بطموح الشباب, متأصلة بأبعاد أكاديمية منهجية تجمع بين جذورها التاريخية وتطلعاتها المستقبلية ممزوجة بأسس إدارية ليكتمل البناء ويمثل الجميع.