د. خيرية السقاف
الجندي على الحدود, عند المنافذ, في الطرقات, خلف الأسلاك, مع الهمسة, والحركة, والصدى, في الظلام, والعتمة, والنور, والضوء, في السلم, والحرب, في الجهر, والسر.. لك يا وطن..
القادة, الساسة, المعلمون, الإعلاميون, الصحافيون, المنفذون في كل مجالات العمل, ومؤسسات المجتمع، المبدعون الحالمون, والمتأملون, والمعبرون, القضاة, المحامون, الدارسون, المفكرون, الباحثون, الإداريون, المبتكرون, الأطباء, الممرضون, الفنيون، الاقتصاديون, الحالمون كلَّ الأبعاد, المتأملون الخفايا وما وراء, وما يكون, المعبرون بالنبض, والرؤى, وأصوات الحس,... المخططون, المتفاعلون,
الراسمون لما بعد, المجتهدون لما يكون..
لك يا وطن..
المزارع يحرث, ويبذر, والساقي يسقي ويروي, والحاصد يجني, ويعطي, والساهد يفكر, ويتمخض..
لك يا وطن..
القلب ينبض, والعقل يفكر, والجأش يعزم, والروح فوق الأكف..
لك يا وطن..
كل معنى قريب, وبعيد في كل حرف يُنطق, يُكتب, أو يُسمع, أو يُضمر..
في كل حالة, وظرف, ولكل مآل, وبكل نيَّة, ونحو كل تأويل..
لك يا وطن...
فليحفظك الله من فوقك, ومن تحتك, وعن يمينك, وعن يسارك, وعن شمالك, وعن جنوبك, نعيذك بالله من ترد تحتك, أو رمية تقصدك, أو عدو يتجهمك, أو أذى يلحق بك, أو فتنة تظهر, أو تبطن فيك..
مدَّ بحرك في أمانه, وسعة برِّك تحت عين حمايته, وكل أنفاسك في كنف عياذه,
يصلح لك النيّات, والأفعال, ويهيئ لك الفلاح, والثبات, ويمكنك من مناف الانتصارات.. أنت كلك وديعتنا التي نرسلها إلى السماء كلما نلهج بالدعاء، ونقوى باليقين, ونثق في الإجابة, نستودعها عنده, هو وحده الذي تطمئن النفوس إليه, تعالى الله خير المتوكلين, أقدر الحافظين,
ربنا الرؤوف الرحيم يشملك بخفي لطفه, وسريع ألطافه, وكريم جوده, وأمان حفظه العظيم. فكن سعيداً يا وطن.