سامى اليوسف
«هو الرّيس فين»، جملة تاريخية تؤكد على رمزية الرئيس، وأهمية وجوده، بل أن الساسة الكبار يقطعون إجازاتهم إن طرأ حادث، أو تعرّضت بلدانهم لأزمة تهدد أمن وسلامة المواطنين ومصالح البلاد. الإدارة مسؤولية، وقرار، وقبل ذلك قرب وتأثير، لا يوجد رئيس ناجح يدير المنشأة بالهاتف، أو بالوكالة. يقول المشجع الهلالي غانم الحسن: «في حياتي ما شفت الجمهور مجمع على سوء مدرب في بداية الموسم مثل ما هو الحال حاليا مع ماتوساس»، هذا المشجع، وغيره في مواقع التواصل الاجتماعي، وفي المدرج يتحدث بحرقة عن هلال (كان) يخيف القارة الصفراء برمتها، وقبل ذلك يرعب منافسيه محلياً، أما حاله اليوم، فهو يترنح أمام فرق لا تقارن بتاريخه، أو شعبيته، أو قيمة لاعبيه نجوم الملايين، ومعهم الشرفيون الذين يتعاملون مع الهلال على طريقة (أملاك خاصة) من بعد رحيل مؤسسه عبدالرحمن بن سعيد رحمه الله .. يكافح من أجل ألا يخسر، أو يتعادل، وكان قبل ذلك يضرب بالخمسة ويطرب مدرجه، ويغيظ حساده. من يعبث بالهلال؟، سؤال عريض .. مدربون يتم التعاقد معهم وهم دون مستوى تاريخ الهلال، وطموحات مدرجه الحكيم، تذكروا: ريجي ثم دونيس وأخيرًا جوستافو! هدم لمكتسبات الهلال بالتعاقد مع مدربين لا يرقى فكرهم، ومشوارهم لفريق يتزعم آسيا.. ضخ مالي كبير يتحول إلى هدر مالي رهيب في ظل قناعات فنية وإدارية غريبة.. وغياب للرئيس. قدم الرئيس جهدًا كبيرًا، وضخ مالي كبير في الفترة الماضية، لكن ابتعاده في ظل التخبط الفني، والسلبية الإدارية المحيطة بالفريق واللاعبين أحرقت كل ما هو جميل، وستمتد آثارها السلبية إلى جدوى استمرار إدارة ترضى بهذا السوء والعبث الفني. أي هوية فنية للهلال مع المدرب الحالي جوستافو؟، مدرب غير مستقر على تشكيلة، أو رأي فني واضح، بل يمارس تناقضات فنية غريبة جدًا أبرزها: اللعب بمهاجم واحد على أرض فريقه وامام فريق صاعد يفترض أن يضربه بقوة منذ الدقيقة الأولى، ثم تغييرات غير منطقية بإشراك مهاجم بدلاً عن مهاجم، يعقبها تغييب للأجانب الذين تعاقدت معهم الإدارة بحجة عدم الانسجام، وتغيير في مراكز اللاعبين بطريقة مضحكة أوضحها نقل تياغو ألفيس من الجهة اليسرى أمام الاتفاق بالرغم من تميزه بصناعة اللعب وظهور خطورته إلى الجهة اليمنى في توقيت حرج ومهم للفريق، وفي المباراة التي تليها يشركه في خانة الظهير الأيسر ليفقد فريقه أهم أوراقه الرابحة، بخلاف تناقضه العجيب عندماسُئل عن المهاجم ناصر الشمراني قبيل مواجهة القادسية وامتدح قدراته واصفاً إياه بالشرس، وترجمة لقناعته يركن ناصر في الاحتياط ويزج بالشلهوب كمهاجم؟!. أربع جولات برهنت على ضعف شخصية المدرب من جهة، وضعف قراءته لخصومه والمباريات بدليل التشكيل الأساسي الذي يبدأ به المباريات، ثم بتغييراته غير الموفقة.
من يحاسب المدرب؟
سؤال لا يقل أهمية عن سابقه، الرئيس غائب، والنائب بلا صلاحيات، ومدير الفريق تحوم الشكوك حول جدوى بقاءه خاصة وأن من يحيط بالفريق تغير جميعهم (رئيس، مدربين، لاعبين) باستثنائه الذي بقي صامدًا لا يتزحزح بالرغم من عدم تدخلاته الإيجابية في عديد المناسبات أو الحالات التي تمس الفريق، وروحه، والتذمر الجماهيري من استمراره. ولعل رحيل الشريد، قبله التجديد للمخضرم سعود كريري، ثم اقتراب عطيف من الرحيل إلى التعاون، قبل وقف القرار في اللحظات الأخيرة، ثم مخالصة كريري ورحيله إلى الشباب في سيناريو لمشهد مضحك يجعلنا نجدد التساؤل عن من يدير الأمور الفنية في الفريق؟!. من يناقش المدرب حول رؤيته الفنية، ووضعه للتشكيلة، وقناعاته، وتغييراته المضحكة في مراكز اللاعبين ؟!.. نصيحة: بمثل هذا البعد للرئيس، والتخبط من المدرب وتضييع الهوية الفنية، وغياب المحاسبة والمناقشة الفنية من إدارة الفريق، وغياب الروح القتالية، وتجميد لاعبين مؤثرين.. فإن الهلال لن يذهب بعيدًا في الدوري المحلي، والدوري الآسيوي، بل أن استمرار مثل هذه السياسة الحالية سيدفع الهلال ثمنها في انحسار طموحه. المشجع الهلالي الوفي، والمثقف لا ينظر لفوز عابر على فريق كان يكتسحه بسهولة، بل يريد فريقه يبقى كما يعرفه شامخاً، قوياً، جاهزًا للتحديات وحصد الألقاب، وعدم اجترار أخطاء الماضي.
أخيرًا ... «أفضل مدير تنفيذي هو الذي يمتلك ما يكفي من الحس لاختيار الرجال المناسبين لإنجاز ما يريد إنجازه» روزفلت.