شخصية الملك المؤسس صقر الجزيرة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه شخصية متعددة الجوانب والمواهب القيادية الملفتة، جمع من الفضائل أعلاها ومن السجايا أطيبها، ومن المكارم أزكاها، قائد حربي باسل ومحنك سياسي لامع، ومصلح اجتماعي بارع، استقطب بنبله وحسن معشره قلوب الأعداء قبل الأصدقاء، حارب الأعداء فعدل وأنصف، وصادق فأوفى وأخلص، ينتصر للضعيف المظلوم ويأخذ الحق بالعدل من القوي المعتدي، جعل الإنسان المواطن همه وشغله الشاغل لتنمية موارده ورفاهية عيشة وطمأنينته، العلم والمعرفة عند المؤسس هي من أولويات الأسس التي بنى عليها تنوير شعبه وتطوير دولته، ومع الاهتمام الكبير بالتنمية والتعليم والدفاع لم ينس -رحمه الله- العناية بالحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن، هنا ومضات وصور موجزة من الوفاء والعدل والحكمة في حياة المؤسس.
الاعتدال في حياة الملك عبدالعزيز
هذا العنوان هو لمحاضرة للمرحوم معالي الدكتور محمد عبده يماني تحدث من خلالها عن الاعتدال المحمود بحياة الملك عبدالعزيز رحمه الله، فمما جاء فيها قوله: من ينظر في حياة الملك عبدالعزيز رحمه الله يجد أنه رحمه الله حرص منذ البداية على أن يجعل الدين هو أساس حياة هذه الأمة وفي الوقت نفسه ورغم الظروف التي مرت به عمل بقدر المستطاع على معالجة الأمور بحكمة وروية في بعض الأحيان، وشدة وصرامة في الدفاع عن حرمات الله فجاءت طريقته في الحكم تمثل صورة من صور الاعتدال التي ساهمت في نجاحه.
وأضاف: ولا شك أن حياة الملك عبدالعزيز صورة مشرقة لزعيم صلب، وقائد فذ ورجل وإنسان تعامل مع الأحداث برجولة وحزم وعفاف، وبعد نظر، وقدرة فذة على القيادة، وكان كريما، وعلى خلق، يكرم الرجال، ويحترم الناس، ويحسن التعامل مع الأحداث، ويتصرف بحكمة ووعي ومسئولية، ولا شك أنه خلف ذخيرة كبيرة من الأعمال والأفعال والتصرفات التي تستحق الوقوف عندها، والنظر إليها وتحليلها بعمق.
كتاب عن شيم المؤسس
طغى على شخصية جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه طابع الفضيلة، فمن يتتبع سرته رحمه الله يجد أن من خصاله العفو مع المقدرة على العقاب، والصفح وإن طال العتاب، والوفاء حتى مع من كانوا معارضين أو أعداء، فهو وإن كان الفارس البطل المقدام الفاتك إلا أنه يملك قلباً عطوفاً رحيماً يقوده العقل الراجح وأخلاق فرسان العرب الكرام، لا يشوبه الحقد والكراهية وحب الانتقام، وثمة كتاب ضم صوراً من عفوه وصفحه هو كتاب (من شيم الملك عبدالعزيز) تأليف الأستاذ فهد المارك -رحمه الله-، فمما في متنه أنه غفر الله له تعامل مع رجال قاتلوه وقاتلهم ولو تمكنوا منه لقتلوه فيتمكن منهم ثم يعفو ثم لا يكفي هذا بل يقربهم ويدنيهم ويجعلهم الوزراء والأمراء والمستشارين وأصحاب السر، ما يدل على أن المؤسس الفذ قد نهل من العلم ما يجعله يخشى الله ويتقيه بنية صادقة.
الدين منهج للأمة
ومن ينظر في حياة الملك عبدالعزيز رحمه الله يجد أنه قد حرص منذ البداية على أن يجعل الدين أساس حياة هذه الأمة وفي ذات الوقت ورغم الظروف التي مرت به عمل بقدر المستطاع على معالجة الأمور بحكمة وروية في بعض الأحيان، وشدة وصرامة في الدفاع عن حرمات الله فجاءت طريقته في الحكم تمثل صورة من صور الاعتدال التي ساهمت في نجاحه، ولا شك أن حياة الملك عبدالعزيز صورة مشرقة لزعيم صلب، وقائد فذ ورجل وإنسان تعامل مع الأحداث برجولة وحزم وعفاف وبعد نظر وقدرة فذة على القيادة، وكان كريما وعلى خلق يكرم الرجال ويحترم الناس ويحسن التعامل مع الأحداث، ويتصرف بحكمة ووعي ومسئولية، ولا شك أنه خلف ذخيرة كبيرة من الأعمال والأفعال والتصرفات التي تستحق الوقوف عندها والنظر إليها وتحليلها بعمق، ومن ينظر في حياة المؤسس يلاحظ أنه ليس في حاجة إلى مديح ولا يضيف المديح إلى مكانته أي شيء، وإنما يقتضي الأمر التعمق في مسيرة حياته ومواقفه والاستفادة من تلك الجوانب وإلقاء الضوء عليها بصورة تساهم في إعطاء أجيالنا الحاضرة صورة حقيقية عن حياة الملك عبدالعزيز، فقد كان الرجل زعيما وملكا كبير النفس عالي الهمم، وفيا لمبادئه ولمن حوله ومن معه، شهد له بذلك الأصدقاء والأعداء سواء، وظل حتى اللحظات الأخيرة وقبل أن يودع هذه الدنيا الفانية يحرص على جمع الكلمة، ووحدة الصف والعدل والإنصاف والمروءات، وإعطاء كل ذي حق حقه، ينصح أولاده ومن حوله بالعفة والأمانة ومخافة الله عز وجل، وهكذا ظل رمزا لهذه الأمة، لأن الحكم كان يعني عنده الوفاء لشريعة الله ومحبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والعدل بين الناس، ثم الاستثمار في الرجال والوفاء لهم، وكان رحمه الله معتزا بما وفقه الله إليه من خدمة للحرمين الشريفين ورعاية لضيوف الرحمن.
قيادة حكيمة واعية
شخصيته وأسلوبه في الحكم كان عبدالعزيز رجلا فذا يقود أمته بوعي، ويسير نحو تحقيق أهدافه بصلابة وقوة وحكمة وقدرة على القيادة والريادة، ولا شك أن من واجبنا أن ننظر إلى ذلك الماضي التليد ثم نتذكر أبعاد المسيرة منذ قيام هذا الكيان: المملكة العربية السعودية، فننظر ونتعمق في أبعاد وإرهاصات وجهاد تلك المرحلة، حتى تكامل هذا الكيان وأصبحت له هذه المكانة العالية، وكان مزيجا من عمل صادق بناء على أسس ومبادئ سليمة، فيها من الأصالة والمعاصرة والتجربة الغنية والأعمال الرائدة، وكانت كلها تحت راية واحدة: لا إله إلا الله محمد رسول الله، ومما اتصف به الملك عبدالعزيز من خصال إنه كان لا يقبل أي مهادنة أو تراخ في حقوق الوطن أو النيل منه، فكان يقول: (سنقاتل كل من أراد أن ينال من ديننا ووطننا بأي أذى)، ويرجع عزته إلى الإسلام فيقول: (لا عزة لنا بدون إسلام)، ويجعل أساس حكمه الشرع فيقول: (لا أساس لأحكامنا إلا شرع الله وفخرنا وعزنا الإسلام) وكان يتمنى دائماً جمع الكلمة ووحدة الصف فيقول: (أحب جمع كلمة الإسلام والمسلمين ولا قوة لنا إلا بالله تعالى).