في 23 يناير 2015 تم اختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد بالمملكة العربية السعودية، ونائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية ورئيساً لمجلس الشؤون السياسية والأمنية كأول أحفاد الملك عبدالعزيز الذي يتولى ولاية العهد، حيث كان سموه قد شغل منصبه الرسمي الأول عام 1999م عندما عين مساعداً لوزير الداخلية، فقاد حرب المملكة على الإرهاب في الداخل، ونفذ خطط واستراتيجيات مكافحة الإرهاب بالمملكة، وقاد لفترة طويلة جهود المملكة ضد تنظيم القاعدة الإرهابي ما أسفر عن تقويض التنظيم المتطرف بشكل كبير، ويمتاز الأمير محمد بن نايف بالمعرفة العميقة بالشأن العام والتواصل مع المواطنين ورجال الفكر والسياسة والدبلوماسية في مجالسه العامة والخاصة، فضلا عن علاقات إقليمية ودولية واسعة، وعُرِف عن سمو ولي العهد ولعه بالصيد والفروسية كأبرز وأهم هوايات سموه.
التصدي للإرهاب
بكل عزيمة واقتدار تصدى سمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز للإرهاب داخل المملكة وأشرف على تنفيذ خطط واستراتيجيات مكافحة الإرهاب ومواجهة أعماله وحقق بذلك نجاحا حظي بتقدير الجميع محليا وإقليميا وعالميا، وقدم طيلة فترة عمله في وزارة الداخلية تجربة سعودية متميزة في مجال مكافحة الإرهاب أفادت منها دول عالمية عديدة، وتربى في كنف والده الأمير الراحل نايف بن عبدالعزيز الذي توفي -رحمه الله- في 2012م.
حنكة سياسية ودبلوماسية
لا مراء في ذلك ولا غرابة أن يبلغ سمو ولي العهد - حفظه الله - هذه المكانة الرفيعة من التميز في الخبرات السياسية الدبلوماسية فقد نشأ في بيئة حكم سياسي عريق، إذ إنه أحد أحفاد مؤسس المملكة العربية السعودية وباني كيانها الملك عبد العزيز، وهو ابن المغفور له بإذن الله الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الذي يعد أحد أبرز رجالات الدولة السعودية، وكانت له تجربة سياسية وأمنية وإدارية عميقة، كما يعد شخصية عالمية بارزة في ميادين العمل الإنساني، فاكتسب من والده ومن بيئة الحكم والسياسة المزيد من الخبرات السياسية والإدارية والاتصالية، كما أكسبه ذلك معرفة متعمقة بالشأن العام والتواصل مع المواطنين ورجال الفكر والسياسة والدبلوماسية الذين يلتقون بوالده الأمير نايف بن عبد العزيز في مجالسه العامة والخاصة، وخلال زياراته الخارجية لمختلف دول العالم، وازداد سموه خبرات ثرية بالمجالات الاقتصادية التجارية داخلياً وخارجياً من خلال عمل سموه بالقطاع الخاص قبل التحاقه بالعمل الرسمي فأكسبه ذلك تنوعاً بالمهارات الاتصالية الحيوية ذات الأثر الملموس من إدارة سموه لشؤون الدولة وتعامله مع أخوته وأبنائه المواطنين.
دعم وتعزيز القطاعات الأمنية
قاد سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد ين نايف عملية تطوير وتحديث شاملة لقطاعات وزارة الداخلية وفق متطلبات العمل الأمني، وتعزيز قدرات الأجهزة الأمنية، ورفع كفاءة عملها، إذ إن لسموه مسيرة طويلة أمضاها في وزارة الداخلية تحمّل خلالها مسؤوليات وطنية بكل حكمة واقتدار، وتميز بحفظ الجبهة الداخلية عبر تجربة سياسية وأمنية وإدارية متعاقبة قبل أن تصير إليه ولاية العهد، وتشير المعلومات، إلى أن الدول الغربية (تحسب له نجاحه في مكافحة القاعدة، فلطالما كانت أجهزة الأمير محمد بن نايف أول من يحبط مخططات التنظيم)، وبالتالي لم يكن من قبيل الصدفة أن استهدف انتحاري من القاعدة الأمير محمد عام 2009، حيث قام عنصر من القاعدة بالادعاء بأنه يريد مقابلة الأمير ليعلن له توبته، وخبأ متفجرات داخل جسده، وفجر نفسه ومَنّ الله سبحانه على سموه بالنجاة من كيده وشروره.
وأطلق سموه برنامج المناصحة لإعادة تأهيل العائدين من معتقل غوانتانامو الأميركي في كوبا، وللذين يتخلون عن الفكر المتطرف، وذلك بهدف إعادة دمجهم في المجتمع، حيث تم تأسيس مركزين للمناصحة، أحدهما في الرياض وآخر في جدة يحملان اسم الأمير محمد للمناصحة، ويقدم فيهما مناصحة دينية واجتماعية للنزلاء، كما يتم تزويجهم ودعمهم، ويخضع المشاركون في تلك الدورات لبرامج دينية وفكرية ونفسية واجتماعية قبل إطلاق الجهات الأمنية سراحهم، ونجح في تأسيس هذه المراكز التي ُتعد الأولى من نوعها في دول الخليج العربي، لتصحيح أفكار وتأهيل أعضاء الجماعات المتشددة، غير المتورطة بشكل مباشر في أعمال عنف كبيرة، خاصة المحكومين في قضايا عنف بالمملكة، ويؤدي المركز دوراً مهمّاً في تصحيح المفاهيم، والمراجعات الفكرية والدينية للعناصر المتشددة، وتعد التجربة السعودية من المشروعات التي أثبتت نجاحاً باهراً في مكافحة فلول الإرهاب، مما حدى بكثير من الدول للتوجه للاستفادة من تجربة المملكة.
اهتمامات وأعمال إنسانية
ينظر سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - حفظه الله - بعين الأب الحاني والراعي الأمين لفئة الشباب بالمملكة، ويحرص أيده الله على بناء سياجات آمنة تحميهم - بعون الله - من مخاطر الانحراف والإرهاب والمخدرات، ويولي جل اهتمامه لمساعدة أسرهم على مواجهة جنوح أبنائهم؛ كما يهتم بشؤون السجناء وأسرهم، وكذلك أسر المتورطين في أعمال إرهابية الذين يتواصلون معه مباشرة مستنكرين ما أقدم عليه أبناؤهم من تصرفات خاطئة بحق وطنهم وأسرهم.
ويتابع سمو ولي العهد بحرصه المعهود جميع أبنائه أفراد رجال الأمن الذين يؤدون مهماتهم في ظروف مناخية صعبة، وتذليل ما يواجهونه من صعوبات وظروف، ويوجه بعلاج ومساعدة من تعرض منهم للمرض أو الإصابة أثناء أداء الواجب الأمني، ويهتم بشهداء الواجب والمصابين في مواجهة الأعمال الإرهابية والأحداث الأمنية وأسرهم، وتقديم الرعاية والعناية لهم، وتحمل ما عليهم من التزامات مالية، وتوفير السكن المناسب لهم ولأسرهم، وتسهيل مواصلة أبنائهم لتعليمهم وتوظيفهم ليتولوا مستقبلا إعالة أسرهم.
ويولي سموه اهتمامه بالمراجعين لوزارة الداخلية من المواطنين والمقيمين، ويتفهم أوضاعهم ويتابع أحوالهم وإنهاء شكاواهم في إطار النظام، ويحرص على إحاطتهم بما يتم حيال قضاياهم دون تكليفهم بمراجعة الوزارة وذلك من خلال وسائل الاتصال الحديثة، ويدعم المبادرات الإنسانية والأعمال الخيرية المخلصة، ويتابع ما يُنشر في وسائل الإعلام عن ذوي الظروف الخاصة، ويبادر سموه إلى إنهاء مشكلاتهم وتحقيق مطالبهم، وتوفير سبل الراحة والطمأنينة لهم.
متابعاته العلمية المعرفية
مع كل المهام الجسام التي يتولاها صاحب السمو الملكي الأمير محمد ين نايف أعانه الله فهو يعد متابعاً جيداً لمختلف فنون العلم والمعرفة على وجه العموم، وكل ما له صلة بشؤون الأمن بصفة خاصة، ولا يميل إلى الظهور الإعلامي الذي يفتقر إلى الفعل الناجز، ويرى أن الأعمال ينبغي أن تسبق الأقوال، وأنها خير من يتحدث عن فاعلها، ويمارس هواية القنص التي يُعد والده الأمير نايف بن عبد العزيز -رحمه الله- من أبرز رواد هذه الهواية العربية الأصيلة، وكان يرافقه على الدوام خلال رحلات القنص، كما يمارس رياضة السباحة، وفنون الرماية، والفروسية.
درس مراحل التعليم الابتدائية والمتوسطة والثانوية بمعهد العاصمة بالرياض، وواصل تعليمه الجامعي بالولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث حصل على البكالوريوس في العلوم السياسية عام 1981م، داعمًا مسيرته المهنية بالعديد من الدورات العسكرية المتقدمة داخل وخارج المملكة، لا سيما المتعلقة بالشؤون الأمنية ومكافحة الإرهاب، وقلّده الملك الراحل فهد بن عبد العزيز رحمه الله وشاح الملك فيصل تقديرًا لجهوده (تخطيطًا وإدارة ناجحة) في اقتحام الطائرة الروسية المختطفة في مطار الأمير محمد بن عبد العزيز بالمدينة المنورة وإنقاذ ركابها مطلع مارس 2001م، وبدوره قلده الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمه الله وشاح الملك عبد العزيز من الطبقة الأولى مطلع سبتمبر 2009، تقديراً لتميزه في مجال عمله.
وصدر أمر ملكي بتعيينه مساعدًا لوزير الداخلية بالمرتبة الممتازة في 13 مايو 1999م، ثم صدر أمر ملكي بتعيينه مساعدًا لوزير الداخلية بمرتبة وزير في 22 يوليو 2004م، قبل صدور أمر ملكي بتعيينه وزيرًا للداخلية في 5 نوفمبر 2012م، وتقلد الأمير محمد عضوية الهيئة الوطنية لمكافحة المخدرات عام 2006، واللجنة الدائمة للمجلس الاقتصادي نهاية عام 2009م، واختير نائبًا لرئيس الهيئة العليا لجائزة نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، ورئيسًا فخريًّا لمجلس وزراء الداخلية العرب، ومجلس إدارة جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.
ويتولى سمو الأمير محمد بن نايف عدداً من المناصب العامة كالرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، الرئيس الفخري ورئيس مجلس إدارة جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، رئيس لجنة الحج العليا، رئيس الهيئة العليا للأمن الصناعي، رئيس المجلس الأعلى للدفاع المدني، ورئيس المجلس الأعلى لكلية الملك فهد الأمنية، الراعي لكرسي محمد بن نايف للسلامة المرورية، الرئيس الفخري للجمعية الوطنية للمتقاعدين، رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، الرئيس الفخري للجنة الوطنية السعودية لرعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم (تراحم).
وشارك سمو ولي العهد في مؤتمرات ولقاءات أمنية عديدة خارج المملكة، كما قام بالعديد من الزيارات الرسمية لعدد من الدول في مهمات ذات صلة بالشؤون الأمنية ومكافحة الإرهاب، وأشرف على العديد من اللجان والحملات الإغاثية السعودية لمساعدة الشعوب المتضررة في فلسطين والصومال وسوريا وشرق آسيا وأفغانستان وباكستان ولبنان وغيرها من الدول المحتاجة أو المنكوبة بأنحاء العالم.
بر ووفاء ودعاء
رصدت كاميرات المصورين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية مساء الأحد الثامن عشر من رمضان ما قبل الماضي واقفًا أمام قبر والده الأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله - في مقبرة العدل بمكة المكرمة وبرفقته عدد من الأمراء، وتداول المغردون الصور بالكثير من الفخر بوزير الداخلية الراحل الأمير نايف بن عبد العزيز وإنجازاته الوطنية، مشيدين بلمحة الوفاء التي عبرت عنها زيارة سمو الأمير محمد بن نايف لقبر والده لاسيما في الأيام المباركة، والدعاء له بما يستحقه وبقدر محبة شعبه له، غفر الله له وأسكنه فسيح جناته.
الأجهزة الأمنية بالحج
تأتي جولة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ورئيس لجنة الحج العليا، لتفقد استعدادات الأجهزة الأمنية وكافة الجهات المشاركة في أعمال الحج كل عام والاطمئنان على الإمكانات الآلية والبشرية التي هيأتها الدولة؛ انطلاقاً من حرص القيادة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين على توفير أفضل السبل لراحة وطمأنينة حجاج بيت الله الحرام، وتقديم أرقى الخدمات لهم لتأدية نسكهم بيسر وسهولة، فلقد اعتادت قيادة هذه البلاد على الوقوف الميداني المباشر على سير الخدمات التي تتعلق بضيوف الرحمن، وزيارة سمو ولي العهد للمشاعر يكون لها أكبر الأثر في نفوس جميع المشاركين، وبلا أدنى شك فإن زيارة سموه للوقوف على استعدادات الجهات المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لموسم الحج، والاطمئنان على الإمكانات الآلية والبشرية التي هيأتها الأجهزة الحكومية والأهلية المعنية بشؤون الحج والحجاج تترجم تطلعات وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الرامية إلى تحقيق أقصى سبل الراحة والاستقرار لوفود الحجيج.
وتجدر الإشارة إلى الدعم السخي لجميع قطاعات قوى الأمن الداخلي حتى وصلت إلى هذا المستوى الراقي في التجهيزات والإمكانيات والقوى البشرية المدربة وفق المهارات المهنية لأداء مهامها في مجال العمل الأمني عامة والحفاظ على أمن وسلامة ضيوف الرحمن خاصة.
الإحاطة بالإرهاب وأسبابه
طالما أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في اجتماعات وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن المنطقة تواجه حملات إرهابية شرسة مستهدفة أمن مواطنينا ومقدرات أوطاننا وأن المستجدات الأمنية تستوجب تعاوناً دولياً أكثر جدية وفعالية في مواجهة الإرهاب ومعالجة أسبابه والتصدي الحازم للقائمين به والداعمين له والممولين لنشاطاته مما يوجب تعاون الجميع في مواجهتها وتضافر كافة الجهود في مكافحتها وعدم استغلال هوية القائمين بها في الإساءة إلى معتقد أو عرق أو أمة بعينها، ويؤكد سمو ولي العهد في أكثر من مناسبة تواصل جهود التنسيق والتعاون المشترك بين أجهزة الأمن في دول المنطقة التي تواجه حملات إرهابية شرسة لا تقف عند حد مستهدفة أمن مواطنينا واستقرار دولنا ومقدرات أوطاننا.
رصد إعلامي صادق
الإنجازات الأمنية الباهرة التي تحققها رؤية سمو ولي العهد أيده الله على كافة الأصعدة لا زالت تلفت وسائل الإعلام المقروء والمرئي لتقدم بالتالي التقارير والمواد الإعلامية التي تليق بهذه الإنجازات، فصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ذو شخصية قيادية له بصماته المشهودة وإنجازاته البارزة منذ تدرجه في عدة مناصب في وزارة الداخلية، فنهج نهجا متقدما في العمل على تقديم أفضل الخدمات، وأمر بالتسهيل في تقديمها للمواطنين والمقيمين، وعمل بكل حزم على مكافحة الإرهاب والتصدي للقاعدة وتقصي الإرهابيين، فأدار سموه ملفا من أصعب الملفات عالميا فضلا عن خطره الداخلي بكل قوة واقتدار، وذلك بصفته رجل الأمن الأول وممن يملكون القدرة وحسن التصرف، كما عمل سموه على تطوير وزارة الداخلية ومنسوبيها على أحدث التقنيات المتطورة.
وللأمير محمد بن نايف عدة جولات خارجية التقى خلالها رؤساء دول وكبار المسؤولين وتمت خلالها مباحثات رسمية وعلى مستوى عال اهتمت بمكافحة الإرهاب والتعاون الأمني وإبرام الاتفاقيات المهمة على أعلى المستويات والعمل على تطوير وتجهيز وتحديث وزارة الداخلية.
ولا ننسى ما لسمو ولي العهد من مواقف لا تنسى تتجلى في زياراته الشخصية لأسر وعائلات وأبناء شهداء الواجب الذين ضحوا بأعمارهم للذود عن حمى الوطن، ولن ننسى احتضانه لأطفال الشهداء في لقطات امتزجت فيها دموع الفقد مع عبارات الشكر لله على شرف الشهادة، فقدم الأمير محمد بن نايف وسهل وأعطى لعائلات فقدت مُعيلها ووليها، وكذلك زيارات سموه للمصابين العسكريين وغيرهم من ضحايا جرائم الفئة الضالة والإرهابيين الذين سفكوا الدماء واعتدوا على حرمة الأنفس والممتلكات.