في الثالث والعشرين من شهر سبتمبر 2016م تحل الذكرى «السادسة والثمانون» لليوم الوطني لبلادنا الحبيبة. ففي هذا اليوم التاريخي من عام 1351-1932م سجّل التاريخ ميلاد المملكة العربية السعودية بعد ملحمة البطولة التي قادها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيّب الله ثراه - حيث استطاع أن يوحّد دولة شاسعة الأطراف بين الساحلين الغربي البحر الأحمر والشرقي الخليج العربي ويرسّخ أهم وحدة عربية وإسلامية في تاريخنا المعاصر في تجربة تاريخية كانت تحت معيار الدراسة والتحليل للباحثين والمؤرخين إلى يومنا هذا.
إن ذكرى اليوم الوطني تجسيد صادق ليوم اتجهت في أنظار العالم نحو أمة توحدت بعد شتات وتجمعت بعد فرقة وعاشت في ألفة وتواد فشكلوا لحمة وطنية قلما تجد نظيرها. وما كان لهذا أن يكون إلا على يد قائد مؤمن بأفكاره ومقدراته، واثق من ولاء شعبه، متسلحاً بحنكته وحكمته وقوة شكيمته، وفي إطار هذه المعطيات تبنت المملكة سياسة متوازنة وواقعية ومعبرة عن أهمية البعدين العربي والإسلامي.
تتمازج فرحة اليوم الوطني هذا العام مع فرحة عيد الأضحى المبارك لتحمل في مضامينها الكثير من الإنجازات التي لم يستشعرها المواطن فحسب بل استشعرها أخوه المسلم في ذلك، حيث أشرف الملك سلمان بن عبدالعزيز بنفسه على مستوى الخدمات والسلامة التي تؤمنها المملكة لضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين. يومنا الوطني الذي رفرفت راياته الخضراء في مداخل كل مدينة يمكن قراءة ملامحه في محيا كل حاجٍ قادمٍ من أقاصي المعمورة مؤدي نسكه بيسر وأمان.
وفي ثنايا استنهاض إنجازات الماضي في هذا اليوم كان لابد أن أن ننظر إلى الأمام ونستشرف المستقبل في هذا العصر الذي يتكلم بلغة الحاضر وتطلعات المستقبل، والمملكة بثقلها وقوتها الاقتصادية جزء أصيل من المستقبل، بل أصبحت في قلب المعادلة بطرح رؤية 2030م. وتهيئة كل مواطن بالمشاركة في أهدافها والسعي لبلوغ مراميها وغاياتها.
ونحن إذ ننعم بالخير والأمن والأمان لا يسعنا إلا أن نشكر الله عز وجل على هذه النعم، نسأل الله أن يديم نعمة الأمان على بلادنا وأن يدحر عنها كل كائد ومتربص بأمنها وأهلها وأن ينصر جنودها في الحد الجنوبي، الذين جسدوا حب الوطن بتضحياتهم الغالية.
ونرفع أسمى آيات التهاني بهذه المناسبة الوطنية لولاة الأمر وعلى رأسهم ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد وزير الدفاع (حفظهم الله ورعاهم). سائلين الله أن يمدهم بعونه وتوفيقه لاستكمال مسيرة الخير والنماء.
رحم الله الملك المؤسس ومن سار على خطاه من أبنائه المخلصين الذين حملوا راية والدهم وسعوا لبناء وطن قوي في عقيدته ومنجزاته غني بعطائه وتضحيات رجاله.
رشاد بن سعيد هارون - مدير عام مركز الملك سلمان الاجتماعي