فهد بن أحمد الصالح
لا نشك مطلقاً أن لعبة كرة القدم هي معشوقة الجماهير في العالم كله إلا إذا استثنينا بعض الألعاب في بعض الدول ومع ذلك فطموحاتهم في كرة القدم كبيرة جداً ويتطلعون إلى تحقيق تقدم فيها مثل غيرهم لأنها تحظى باهتمام الأغلبية، ومع ذلك يبقى للألعاب الأخرى المختلفة التي خصص لها في كل دولة اتحادات مستقلة تتجاوز الثلاثين اتحادا لنفس العدد من الألعاب والرياضات، وقد كنا في مملكتنا الغالية نهتم كثيراً بها، بل ونحقق نتائج رائعة على المستوى الإقليمي والقاري والعربي وعلى مستوى العالم سواء في الأندية أو على صعيد المنتخبات الوطنية، وكانت الأندية تتميز كثيراً في بعض الألعاب وتدعم هذا التميز في ذلك الوقت الرئاسة العامة لرعاية الشباب وتضاءلت النتائج بصورة واضحة في العقدين السابقين وعادت في العامين الماضيين لتحقيق نتائج جيدة بعد التشكيل الأخير للاتحادات الرياضية ولكن لا يزال الواقع من خلال النتائج التي يتم تحقيقها في المسابقات الدولية بعيداً عن الطموح سواء على المستوى الرسمي أو المجتمعي.
ولكي نكون منصفين فربما أن هناك مسببات متعددة لضعف الأداء وتدني النتائج ولو تحقق الاهتمام بها وعُولجت بعمل مؤسسي دقيق فإن مستقبلاً أكثر إشراقاً سيكون لألعابنا المختلفة وفق خطة استراتيجية تدعمها ولا شك رؤية الوطن 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 والمبادرات الـ22 التي أقرتها هيئة الرياضة مؤخراً وبمؤشرات أداء تقيس مدى تحقيق الأهداف، وما نحن بصدده في هذا المقال هو طرح بعض الأفكار التي تحرك المشهد العام حول ألعابنا المختلفة لكي نقول إننا حققنا أو تجاوزنا الطموح خلال الخمس سنوات القادمة وحققنا قبل نهاية رؤية المملكة المراكز الأولى التي كانت أحد أهم المحاور في الكثير من المجالات وهذا ليس ببعيد في ظل الهمم الوطنية الصادقة التي تُشرف الوطن ويتشرف بها لأن الإنفاق على كرة القدم فاق لا نقول التوقعات وإنما الخيال ولم تكن النتائج مبشرة ولا ترتيب منتخباتنا وأنديتنا يوازي ما ينفق عليها بل أن ذلك ولا شك أثر على بقية الألعاب أو همشها كثيراً ويسرني طرح الأفكار التالية:
- دون شك أن الاتحادات المختلفة عانت طيلة السنوات السابقة من الميزانيات المعتمدة لها من رعاية الشباب واليوم حسب تصريحات المسؤولين ستكون كيانات مستقلة وتتولى إدارة نفسها وتأمين احتياجاتها فهل هذا الطرح سيكون مقبولاً مع إطلاق الهيئة العامة للرياضة بثوبها الجديد ومستقبلها الذي نأمل أن يعوض عقود الصبر الطويلة على نتائج كل ألعابنا الرياضية والذي أجزم به أن الاتحادات لن تستغني عن الهيئة فيما عدا اتحاد كرة القدم ولكي نضمن مستقبلاً أكثر إشراقاً فلابد أن تخصص الهيئة ميزانيات كافية للاتحادات الأخرى كي تنهض باللعبة وتعطي صورة أفضل لاهتمام الوطن بكامله بتلك الألعاب وتحسين ترتيبنا العالمي فيها بدلاً من المنافسة على المراكز الأخيرة فيها.
- تغيير ثقافة إدارات الأندية في اهتمامها بالألعاب المختلفة وعدم اقتصار ذلك على كرة القدم ووضع مؤشرات أداء تقيس ذلك الاهتمام والنتائج المتحققة فيه وتأثير ذلك على ترتيب الأندية عند التقييم السنوي الذي نتطلع إلى وجوده.
- ضرورة أن تلزم الاتحادات الرياضية بخطة عمل استراتيجية وجدول زمني لكل برنامج يُعد لنضمن أن يكون هناك رغبة والتزام بالتغيير وتسليط الضوء باستمرار على النتائج المتحققة لكي يكون عامل جذب لها وتشجيع لممارستها.
- سرعة العمل على طرح المنافسة لرعاية تلك الألعاب مع القطاع الخاص في الأندية والمنتخبات مثلما يجري مع كرة القدم وهذا سيحقق الاستدامة في الاهتمام ويخلق لنا أبطالاً وبطولات نحافظ بها على مراكز متقدمة في كل لعبة.
- النقل المباشر أو التسجيلي للمنافسات الأقوى المحلية أو العالمية لتلك الألعاب عبر البرامج الرياضية لقنواتنا التلفزيونية مما سيرفع درجة الاهتمام بتلك الألعاب وجلب محللين ومهتمين وإعلاميين لتسليط الضوء على تلك المنافسات.
- إشراك الإعلام المتنوع في نشر ثقافة الألعاب المختلفة وخلق توأمة استراتيجية معه لأن عطاء الوسط الإعلامي يعتمد دون شك على اهتمامات الأندية والاتحادات والهيئة الرياضية بتلك الرياضات ولن يخذلنا الإعلام في ذلك مطلقاً.
- الاهتمام بعطاءات اتحاد الرياضة المدرسية والاتحاد الرياضي للجامعات السعودية في الألعاب المختلفة والتوأمة الحقيقية معها لتحقيق أهداف الهيئة الرياضية التي تشمل جميع الألعاب ولمختلف المراحل وتقديم ما تحتاج من مساندة.
- تعزيز المنافسة الاجتماعية بتلك الألعاب من خلال مراكز الأحياء والملاعب التي خصصتها البلديات في المدن والمحافظات وتقوية المشاركة مع إدارات المسؤولية الاجتماعية في الأمانات وكيانات الأعمال المهتمة بالجانب الرياضي.
ختاماً لا نرى أن ثمة هدف وطني نصدق في الرغبة في تحقيقه سيكون مستحيلاً ولا نرى أن من العدل الاهتمام بجانب واحد للهواية سيجعلنا نفتخر بما حققناه فيه حتى وإن كان مركزاً متقدماً في ظل ضعف الاهتمام بالجوانب الأخرى، واليوم كل القيادات الوطنية ستكون مسؤولة عما ستحقق في الأعوام القادمة من محاور الرؤية التي يقرأها الصغير والكبير ويتطلع إليها العالم لأنها ستؤثر عليه إيجاباً حال تحقيقها والتاريخ سيسجل لنا أو علينا ما قدمناه لمسيرتنا الرياضية.