سعيد الدحية الزهراني
الموسم الجديد الذي نستهله هذا العام يحمل انتظارات الثقافة المفصلية في شقها الرسمي متمثلة في الهيئة العامة للثقافة التي أقرت في 7 مايو 2016 والتي يرأس مجلس إدارتها وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي.. وتحديداً عبر مسارين رئيسيين الأول إشهار نظامها وهيكلها الإداري والخطوط العريضة التي ستنطلق من خلالها لتحقيق غاياتها الأساسية.. والثاني تسمية رئيسها وقياداتها التنفيذيين.
المنتظر من هيئة الثقافة يتجاوز انتخابات الأندية الأدبية ووعثاء أدائها الباهت أو تنظيم معرض الرياض الدولي للكتاب ناهيك عن المضي في سبات المكتبات العامة أو الاستمرار في المشاركة في المناسبات العامة لمجرد المشاركة لا أكثر.. أما ما يتعلق بفروع جمعية الثقافة والفنون فحدث ولا حرج أو تقشف.
الرؤية في تقديري تتجاوز الأداء السابق لتصل إلى خلق حالة ثقافية حقيقية تشمل تفريعات الفعل الثقافي وتنوعاته وأطيافه وأجياله.. مستلهمة أدوات العصر وطرائقه ووسائله ووسائطه التي من شانها خلق الأثر وتعظيمه لدى الجماهير الكونية لا مجرد الاكتفاء بثلة منبتة عن الواقع داخل صالون هنا أو هناك.
الواقع اليوم يحضر بأداوت ومهارات يجيدها الجيل الشاب.. وهو جيل مطلع وقارئ ومتجاوز لحدود التصور التي يراه المثقف القديم في إطارها.. ومن المهم أن يحضر هذا الجيل الشاب في صميم الأداء المنتظر من هيئة الثقافة تخطيطاً وتنفيذاً.. وإلا فسنمضي في تكريس تلك البروج العاجية المهلهلة التي نمّط المشتغلون بالثقافة ذواتهم فيها.. فيما تمضي عجلة الحياة والتأثير دون أن نشعر.. والخاسر الأبرز في هذه العملية هم أجيال الوطن وثقافة الوطن..
نرتقب موسمنا الثقافي الجديد عبر مؤسسة الثقافة المنتظرة.. والأمل أن يكون موسماً ثقافياً مطيراً خصباً وخلاقاً.