"الجزيرة" - سلطان المواش:
رفع رئيس الهيئة العامة للإحصاء التهنئة لخادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، وولي ولي العهد بمناسبة ذكرى اليوم الوطني الـ 86 وقال: "ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية محطةٌ تاريخية تجسِّدُ قصةً للبناء والنماء".
وبهذا الوصف أعرب معالي رئيس الهيئة العامة للإحصاء د. فهد بن سلميان التخيفي عن اعتزاز كل مواطن يعيش هذه الأيام الذكرى السادسة والثمانين لتوحيد المملكة العربية السعودية، وأضاف في كلمته بهذه المناسبة؛ إنَّنا نستقرئ كل عام في مثل هذا اليوم انطلاق قصة البناء والنماء التي نقشها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- وواصل أبناؤه المخلصون من بعده استكمال رسم فصولها لتكون قصة تستحق التأمل يستلهم منها كل جيل معاني التحدي والعطاء والبذل من أجل نهضة وطن، وبهذه المناسبة أتشرف باسمي ونيابة عن كافة منسوبي الهيئة العامة للإحصاء أن أرفع التهنئة لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولمقام سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، ولمقام سمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظهم الله .
إننا في الهيئة العامة للإحصاء، وبصفتنا المرجع الرسمي للإحصاءات في المملكة العربية السعودية قريبون جدًا من لغة الأرقام والحقائق التي تعكس "البناء والنماء" ففي كل بيان ومؤشر نرى إنجازا، ومنْ خلال كل إحصائية نُدرك بأن الله قد منَّ علينا بِنعمٍ لا يُمكن أن نحُصيها.. فشكرًا لله على منِّه وفضله من قبل ومن بعد، وفي تفاصيل تلك المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية التي نقوم بها وننشرها بشكل دوري نكتشف منُجزاتٍ تنمويةٍ، ونهضةٍ لا نملكُ أمامها إلا أن نثني بعد شكر الله بشكر قيادات هذا الوطن الذين لم يدخروا جهدًا في سبيل ازدهار التنمية عامًا بعد عام.
إنَّنا في الهيئة العامة للإحصاء نُدرك أنَّ الإنجاز في التنمية رحلة، ووراء كل قرار تنموي لهذا الوطن معلومة تم الاستناد عليها، وبيانٌ تم اتخاذه عمودًا للارتكاز، ورقمٌ تعدَّى لغة الأرقام لينطق بلغة الإحصاء لتكون الرحلة معادلة للإنجاز ، تلك المعادلة التي صاغها قيادات هذا البلد منذ مرحلةٍ مبكرةٍ في تاريخ التنمية السعودية؛ حيثُ شَهِدَ عام 1349هـ بواكيرَ أعمال الإحصاء الذي توَّج في السابع مِنْ شهر ذي الحجة عام 1379هـ بصدورِ نظامِ الإحصاءات العامة بمرسوم ملكي ليكون العملُ الإحصائي عملاً يستندُ في مرجعيته النظامية والإدارية والفنية إلى نظامٍ رسمي ساهم في تنظيم القطاع الإحصائي مِنْ خلال ضبط العلاقة بين الجهاز الإحصائي الذي تحول اليوم إلى هيئة عامة وبين بقية القطاعات، بهدف تفعيل العمل الإحصائي وشموله، وتعميـق أثره في التخطيـط، وتعزيز الوعي الإحصائي .
وشهدتْ تلك الفترة نشأةَ القطاع الإحصائي المُتمثل في تأسيس إدارات متخصصة للإحصاء في كافة قطاعات الدولة ووزارتها بهدف جمع البيانات والمعلومات المتعلقة بأعمال كل قطاع ووزارة ورفعها بصفة دورية؛ شهرية، ربع سنوية، نصف سنوية أو سنوية، واستمر التطوير في هذا القطاع ليشهد نقلة نوعية قبل عام تقريبًا وبالتحديد بتاريخ 26 /12 / 1436هـ بالأمر السامي الكريم القاضي بتحويل مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات إلى هيئةٍ عامةٍ تسمى الهيئة العامة للإحصاء، تتمتع بالشخصية الاعتبارية وبالاستقلال المالي والإداري، وبعد ذلك تلاه الموافقة على تنظيم الهيئة العامة للإحصاء الصادر من مجلس الوزراء بداية العام الهجري الحالي، ليشهد غرة جمادى الأولى من هذا العام انطلاق مرحلة جديدة للعمل الإحصائي تحت مسمى الهيئة العامة للإحصاء.
واليوم، بفضل من الله يلاحظ الجميع بأنَّ هناك حراكا تطويريا في كافة الأصعدة يقوده سيدي خادم الخرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - أيدهم الله -، وهذا الحِراك عالي المستوى يهدف إلى الدفع قدمًا بالتنمية الاقتصادية الشاملة، مما حفَّزَ جميع أجهزة الدولة إلى أن تعمل بإيجابية مع مقتضيات المرحلة، فعملية التنمية الشاملة تعتمد على عددٍ من المرتكزات والتي تم بدء العمل بها، كتعدد مصادر الدخل، نمو المُدخرات، صناعة فرص العمل، تشاركية فاعلة بين القطاعين العام والخاص، استمرارية تنفيذ المشاريع التنموية والخدمية، حراك تطويري شامل للخدمات، رفع كفاءة الإنفاق العام، رفع كفاءة استخدام الموارد، الحد من الهدر، ورفع تنافسية قطاع الأعمال، وما نشهده في قيادة مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية لمسيرة التنمية يُحمِّلُنا في قطاع الإحصاء مسؤولية مُضاعفة في جودة المنتجات الإحصائية والتي تعد المُدخلات الرئيسية للتخطيط التنموي الفاعل والتطوير المستمر.
إننا اليوم ونحن نتأمل قصة "البناء والنماء" لهذا الوطن مطالبون كأفراد ومنظمات بالحفاظ على المنجزات وتعزيزها بمواصلة العمل والجهود في ظل قيادتنا الرشيدة وبما يلبي توجيهاتها وتطلعاتها لتبقى المملكة العربية السعودية أيقونة للتنمية على كافة الُصعد والمجالات.