«الجزيرة» - عايدة بنت صالح:
تحدث عضو مجلس الشورى الدكتور أحمد بن سعد آل مفرح أن المملكة العربية السعودية قامت وتوحدت على شرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهما الرابطان القويان بين الراعي والرعية، لم يدنس ترابها مستعمر أجنبي لفرض لغته وثقافته وإثنيته عليها، فلا غرو أن يبقى هذا الكيان متماسكاً وموحداً على الرغم من العواصف التي اقتلعت الكثير من الأنظمة والحكومات القريبة والبعيدة على مر العقود الثمانية الماضية، ويعزي ذلك لأن المملكة أساسها متين بفضل الله، فالنظام الأساسي للحكم بني على التوحيد الخالص لله، فلا مكان للشرك وعبادة الأوثان ولا للتبرك بالصالحين أو صرف الدعاء لأهل القبور، وضمن النظام حقوق المواطنة الكاملة ودور الجميع في بناء المجتمع، وكفل رعاية المواطن والمقيم الصحية والتعليمية والاجتماعية والثقافية، وضمن الحرية الاقتصادية وحرية التملك والتجارة، وأقام المؤسسات الحكومية المختلفة لخدمة إنسان هذا الوطن الكبير. وقد خص الله المملكة برعاية الحرمين الشريفين وخدمة القرآن الكريم والسنة المطهرة، فأنفقت مليارات الريالات لبناء مشروعات المشاعر المقدسة التي تقف بشموخ في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر شواهد حية على الاهتمام والرعاية والدعم، وهي بمثابة أدوات مسخرة للحاج والزائر والمعتمر، واعتنت المملكة بالقرآن الكريم وطباعته وترجمة معانيه إلى أكثر من ثلاثين لغة عالمية توزع بالمجان، وشجعت على حفظه وتجويده من خلال آلاف المدارس وحلقات التحفيظ، وخدمت السنة المطهرة بحفظها وترجمتها ونشرها وتعليمها، وفتح الله عليها خزائن الأرض فاستثمرت المال في خدمة الانسانية أينما كانت، ففتحت الباب لغير المواطن للعمل والاستثمار فيها فأصبحت ثاني أكبر دولة في العالم في حجم التحويلات الخارجية، وأكبر داعم للبرامج والمشروعات الانمائية الموجهة للدول الفقيرة. وتبوأت مكانة دولية مرموقة في وقت وجيز فأصبحت من أبرز أعضاء مجموعة دول العشرين، وفتحت مؤسساتها التعليمية لتربية وتعليم شبابها فاستغنت في أقل من أربعة عقود عن الكثير من غير المواطنين في الوظائف العامة والخاصة، ليشاركوا في بناء وقيادة مشروعات التنمية، وتحقيق الرقي والازدهار للوطن والمواطن. ولها بصمتها السياسية الواضحة والمميزة في الكثير من المجالات وأثبتت وجودها وصوتها في المحافل الدولية بوصفها راعية للسلام والسلم، وبنت قوة عسكرية ضاربة متعددة المهام لردع أطماع المعدين وتأمين حدودها الشاسعة، ومساندة الاشقاء وتعزيز السلام والأمن الدوليين. وبادرت في نشر وتعزيز ثقافة الحوار بين اتباع الأديان والثقافات المختلفة وأنشأت ودعمت المركز الدولي للحوار في فيينا، وهي من سعت لمكافحة الإرهاب والوقوف ضد التطرّف والغُلو والتشدد انطلاقا من مبادئ دين السماحة والسلام؛ الإسلام، فأنشأت المركز الدولي لمكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة ودعمته بمائة مليون دولار، والمملكة تتلمس كل حل لمشاكل الشرق الأوسط وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي تبنتها ولاقت في سبيل ذلك الكثير من المعاناة والتحدي.
وأضاف آل مفرح: إن النقلة الكبيرة التي شهدتها المملكة وتشهدها خلال العقود التي تلت قيامها جعلت منها قصة نجاح ومشروع ريادي للنماء والازدهار على مستوى العالم، وأضحت المملكة في الوقت ذاته غصة في حلق الحاقدين ممن يحاول منازعتها السيادة العربية والإسلامية، فحاولوا مرات التدخل في سيادة المملكة وحاولوا تأجيج القلاقل والنزاعات وتعطيل الحج وتصدير الثورات لها منذ أربعة عقود، غير أن المملكة وبفضل الله ثم بتماسك نسيجها الوطني وبمكانتها الإسلامية وبقدرتها العسكرية وثقلها السياسي العالمي وبعزمها وحزمها لقنتهم دروساً متتالية، موجعة وحاسمة.. وها هي اليوم، وهي على أعتاب نصر مؤزر وإعادة الأمل لليمن الشقيق وتحرير ترابه من شرذمة وأذناب ملالي قم، ها هي تُلقن الأعداء في كل مكان درساً عملياً في معنى وأبعاد وأهمية خدمة الحرمين الشريفين ومكانتهما لديها، وتعلمهم أسمى معاني الوحدة الوطنية، وتذكرهم في يومها الوطني السادس والثمانين بسمات ومكانة دولة التوحيد، المملكة العربية السعودية، فأي بلد أسمى من هذه البلاد الطاهرة، محط أنظار، ومهجة قلوب، وقبلة المسلمين!.