د. خيرية السقاف
سيكون يوم الاثنين 24-12-1437, 26سبتمبر 2016 تأريخا فارقا في التحول نحو تهذيب
الصرف, والإنفاق ليس على مستوى الدولة فقط, بل بشراكة الأفراد لمواجهة تدني أسعار البترول, ومتطلبات الدفاع عن الوطن , ومكافحة الإرهاب, والتصدي للحملات المسعورة ضده, إلى جانب دفع مسيرة رؤية 2030 لجعلها واقعا ملموسا بمسايرة واعية بالواقع, وبأخذها نحو التحقيق بالترشيد, وبتعدد مصادر الدخل, وتنوعه.. كما جاء فيها.
نتيجة لهذا جاءت قرارات مجلس الوزراء التي صدرت في هذا اليوم, بجملة من التعديلات في الرواتب بشيء من التراجع في دخل الأفراد, وإنفاق المؤسسات الرسمية, بدءا بإلغاء العلاوة السنوية من المرتبات, وخفض رواتب كبار موظفي الدولة, وتحميلهم بعض بنود الإنفاق الخاصة بهم, مرورا بتعديل نظام الإجازات, ومقابلها المادي من ثم, و يلحق بذلك ما سيتم من تطبيق قرارات سبق أن أُقِرَّت تخص الرسوم على الخدمات العامة, والمخالفات المرورية, ورسوم الجوازات باختلاف أغراضها, ونحو هذا مما تشمله التعليمات العليا التي صدرت بمقتضى الواقع..
تكسب هذه القرارات جديتها في مواجهتها للواقع العام بكل شفافية, ..
فالوطن يخوض حروبا عديدة, منها في الجنوب , ومنها ما يكافحه داخليا من حرب الإرهاب, وما يواجه من متغيرات الاقتصاد, ومنازعة التحديات العالمية في جبهات عديدة للملكة مساس بها كونها البلد العربي الأكثر احتضانا لأزمات الشعوب العربية, فهي من يمد يده بمعونات سخية دائمة ماديا, وغذائيا, وعلاجيا, وإيواءً, واستقبالا فنزولا, ومتى, وحيث يحتاج إلى شيء من هذا جيرانه ممن هم في جبهات حروب عاصفة, ومدمرة, بلغت بهم أبعد من حد الفقر, وأوغر من الحاجة إلى إنقاذ ..!
إضافة إلى ما يبذله في الوقت ذاته للدفاع عن داخله عدة, وعتادا, وبشرا, فالعمل على إتمام جاهزيته الدفاعية العسكرية, والبشرية, إضافة إلى ما تتطلبه خطة التحول نحو الرؤية المستقبلية من تنفيذ, واحتياجات.
المحللون الاقتصاديون, والسياسيون يدركون تفاصيل أكثر, ويرون بمجهر أشف, لكنها نتيجة يستشفها كل من لديه الحس الوطني التفاعلي كي يقول كل للآخر:
الوطن دارك الكبيرة, ما تفعله حين الأزمة في دارك, قدمه لوطنك وهو في مواجهة كل التحديات الظاهرة, وتلك التي يخفيها عنك أبوك حتى تُسرُّ بالجديد, وتعمل على اجتياز ما يكدرك..
فتقليص الدخل, وتنظيم بعض مصادره وفق مؤشرات الواقع لا ينبغي أن يكون مزعجا لأفراد الدار قدر أن يكون محفزا لهم ليشمروا عن سواعدهم ,ويعملوا على فتح المصنع وتشغيله, وجني المنتج واستخدامه.
والعجلة ماضية لا تتوقف, ديدن الحياة ونواميس سيرورتها,
وما هي إلا لفة العجلة,
فما إن تجتمع السواعد لتحريكها, وتشغيلها ,ومدها بالعزائم, والأفكار, فإنها ستدور نشطةً فمُـدرَّة, وحين تضخُّ, ستُعيد للنبع جداوله, ريانة متدفقة.
فحيَّا على العمل بوعي ورضا, وطمأنينة وبذل,
هذا ما يحتاج إليه الدار..
وتتطلبه المُواطَنة وصدق الانتماء..!