مع الأوامر الملكية الأخيرة التي أصدرت مساء الاثنين الماضي، فحري بكل مواطن أن يكون متفهماً للظروف والمتغيرات للمرحلة التي تمر بها المنطقة، وبلاده جزء من هذه المنطقة والعالم الذي يشهد تحولات كثيرة، على كافة الأصعدة المتنوعة اقتصادية، سياسية واجتماعية كذلك، «فوعي المواطن» اليوم وتقبله لتلك المتغيرات، وانسجامه مع الأوضاع «مطلب مهم» تجاه وطنه وقيادته وهو الرهان على ربح ما نحن ننتظره من خير قادم، فعلينا كمواطنين أن نقف مع بلادنا في تلك الظروف ولا خير فينا والله إن لم نقف وقفة الواجب، وليت الذين ليس لديهم استعداد لفهم ما يحدث من «حزب الزعلانين» ممن يقدمون دروساً في الوطنية والمواطنة «وهم أول من يثير كتابات، ألا يقفوا ضد بلادهم» ولا يعمدوا إلى الانجرار خلف «حسابات وهمية» تطبل لهم ليقفوا ضد بلادهم، فيعجبهم ذلك التطبيل ليشّرقوا ويغرّبوا في تحليلات لا تصدق، دون أن يعرفوا تبعات ما تشهده المنطقة، ثم يقومون بإثارة الرأي العام الداخلي، والعمل على تهييجه وإشاعة البلبلة وبث الفتنة، وأذكّرهم بقول معلمنا محبة الأوطان نبينا محمد بن عبدالله صلوات ربي وسلامه عليه الذي خاطب مكة وهو يهم بمفارقتها «إنك لأخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ماخرجت» فأذكرهم بقوله: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ذكر منهم، ورجلاً بايع إماماً لا يبايعه إلا لدنياه إن أعطاه منها رضي، وإن لم يعطه منها سخط»، ووالله مهما تحدثنا عما يجب علينا تجاه الوطن ونقدمه له وقد قدم لنا الكثير، فلن نوفيه حقه مقابل ما قدمه لنا وأعطانا، أعظمها أننا نعيش آمنين مطمئنين، ساكنين في بلادنا والعالم من حولنا «يغلي» من جراء الحروب والفتن والفوضى التي تشهدها دول عدة، فلنحمد الله ونشكره على ما نحن فيه ولنتذكر كيف عاش الأجداد والآباء بين خوف وفقر وشظف العيش وكان الوطن أغلى ما يجدون بعد دينهم، ونحن اليوم ننعم بخيرات وفيرة، وعلى رأس تلك النعم «الأمن والسلم الاجتماعي» فلنشكر الله ونحمده ليل نهار، ولهذا أعيد القول إنه يجب الاصطفاف مع قيادتنا التي لم تبخل على الوطن والمواطن يوماً بما يفرحه، ولا يزالون يعملون من أجل بناء مستقبل أجيالنا، مستقبل لا خوف فيه ولا منة، سيعيشونه بفكر جديد، لن يكون هاجسهم المعيشي فيه مرتبطاً بأوضاع اقتصادية مقلقة مرتبطة بأسعار النفط كسلعة اقتصادية وحيدة غير مأمونة، وهنا يجبأن يبرز دور الأسرة والمدرسة والمسجد في تقديم رسائل إيجابية موجهة لأبناء المجتمع حتى لا يقعون فرائس سهلة في يد من يدّعون المواطنة والوطنية، وهم أكثر من يثير الكتابات التي تؤجج أصحاب أنصاف العقول، والدهماء من العامة، وليس سراً ولا يجب أن يكون، حين أقول «على كل مواطن أن يشد الحزام، ويكون مهيئاً للقادم أياً كان القادم ويغير في نمطه الاستهلاكي والمعيشي «رغم أن وضعنا العام الاقتصادي مطمئن لكن الفترة الراهنة تتطلب إحداث متغيرات من الطبيعي أن يكون لها تحولات في حياة المواطنين، ولهذا يجب أن نكون كما نحن ومن سبقنا من الآباء والأجداد، فداء للوطن بأرواحنا وأموالنا، وأننا على قدر كبير وصادق من تقديم التضحيات، وهذا ورب البيت جزء من واجبنا نحو الوطن، فلا نلتفت لكتابات «حزب الزعلانيين» ولا ننجر خلف «حسابات الفتنة» ولا هشتاقات هدفها «التأليب» على الحكومة، فالوطن بخير وإلى خير وفي أيد أمينة.
- محمد بن إبراهيم فايع