«الجزيرة» - المحليات:
يشارك الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة - إيسيسكو- في المؤتمر العام الرابع والعشرين لوزراء التربية والتعليم في دول مكتب التربية العربي لدول الخليج، الذي افتتح أعماله اليوم في العاصمة السعودية الرياض.
وألقى المدير العام للإيسيسكو كلمة في المناسبة قال في مستهلها: إن المؤتمر يعقد أسابيع قليلة قبل انعقاد مؤتمر الإيسيسكو الأول لوزراء التربية في الجمهورية التونسية، خلال شهر أكتوبر المقبل، الذي سيدرس الاستراتيجية التربوية التي أعدتها الإيسيسكو، الذي سيعقد بعدها المؤتمر الإسلامي لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي في باماكو عاصمة جمهورية مالي، الذي ترعاه الإيسيسكو وتدعو إليه وتشرف عليه بالتنسيق مع الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، الذي يعقد مرة كل سنتين، مما يؤكد التكامل القائم بين العاملين في هذا القطاع الحيوي، وينسجم تمامًا مع الأهداف التي قال: إنها تجمعنا ونعمل لها كـلّ من موقعه، سواء في المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، أو في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، أو في مكتب التربية العربي لدول الخليج.
وأكَّد أن العمل العربي الإسلامي المشترك في هذا الحقل من حقول التعاون المثمر لتعزيز قدرات الدول الأعضاء في مجالات التربية والعلوم والثقافة، يعبّر أقوى تعبير، عن الإرادة الجماعية لتجديد التعليم، ولتحديث التربية، ولتطوير العلوم، وللارتقاء بالثقافة، ضمن منظومة متكاملة العناصر مؤتلفة المضامين، تهدف إلى تحسين نوعية الحياة، ودعم التنمية الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية والتـقانية، لتكون تنمية شاملة مستدامة للأجيال الصاعدة والقادمة.
وأوضح أن الاستثمار في التعليم، هو الاستثمار الرابح في جميع الأحوال؛ لأن أجيال اليـوم هي الرصيد المدخـر للمستقبل، مشيرًا إلى أن المهام الكبرى التي ينهض بها القائمون على التربية والتعليم، في جميع المراحل، بالغة الأهمية شديدة الحيوية؛ لأنهم هم المؤتمنون على هذا الرصيد الإنساني الغني، وهم بذلك حماةٌ للأمن القومي بالمفهوم العميق للحماية، وبالمدلول الشامل للأمن.
وبيَّـن المدير العام للإيسيسكو أن المرحلة الحالية التي يمرّ بها العالم العربي الإسلامي شديدة الخطورة، حيث تكاثرت فيها الأزمات والنزاعات، وتتعرض فيها عقول ناشئتـنا لتأثيرات سلبية من خلال تنامي ظاهرة العنف والتطرف والطائفية المقيتة، وتعرف في ظلّها منطقة الخليج العربي، على وجه الخصوص، مخاطر جمّة ليس من سبيل لمواجهتها والتعامل معها، إلا سبيل تطوير التربية وتجويد التعليم بالمناهج الحديثة المتطورة التي تأخذ بها الدول المتقدمة، لحماية عقول النشء من عوامل التطرف والطائفية التي باتت ظاهرة للعيان وواقعًا خطيرًا ينبغي أن نتصدَّى له بالأدوات المناسبة، وبالأساليب الملائمة، وبالطرق القويمة.
واختتم الدكتور عبد العزيز التويجري كلمته أمام المؤتمر العام لوزراء التربية والتعليم في دول مكتب التربية العربي لدول الخليج بقوله، إن أمامنا تحديات كبرى وصعوبات عظمى يتوجَّب علينا مواجهتُها بالقدر الأوفي من التعاون والتنسيق والتكامل الذي يصل إلى درجة الشراكة في الاضطلاع بالمسؤوليات، وفي تحقيق الإنجازات. وهو الأمر الذي يقتضي أن نطوّر العمل الذي نقوم به في مجال اختصاصاتنا، كـلّ في الدوائر التي يتحرك داخلها، في التربية والتعليم، وفي العلوم والتكنولوجيا، وفي الثقافة والاتصال، لضمان بناء الإنسان بناء متكاملاً سليمًا، وبناء الأوطان على أسس من العلم والقيم الفاضلة والمواطنة الحقة.