سعد الدوسري
لن يغيّر امتعاض معظم مكونات المجتمع، جراء التحولات الاقتصادية الراهنة من الأمر شيئاً. هناك حقيقة يجب نضعها نصب أعيننا؛ أن المرحلة اليوم تشكل أصعب التحديات التي تمر بها بلادنا، وأن على الجميع، تقبل الأمر بوعي جماعي وليس باعتبارات شخصية. لا أحد يتوقع أن يصفق المواطن للإجراءات التي أُتخذت أو التي سوف تُتخذ، طالما أنها سوف ستؤثر على نمط إيراداته ومصروفاته، ولكن على الأقل أن يستعد بشكل عقلاني، للتعايش مع تلك المستجدات. سيكون الأمر صعباً في البداية، لا شك في ذلك، لكن لا بدَّ مما ليس منه بدُّ. وكما يرفض أي إنسان حقيقة أنه مصاب بمرض خطير، فإنه مع الوقت يتقبل الأمر، ثم يتعايش معه، إلى أن يكتب الله له الشفاء.
في مثل هذه الأزمات، تواجه البلدان حروباً اعلامية من أعدائها؛ هذا أمر طبيعي، لكن الأمر غير الطبيعي، أن يقف المواطن مكتوف الأيدي، في مواجهة هذه الحرب، دون أن تكون له كلمته. والأدهى والأمر أن يمرر البعض، بقصد أو بغير قصد، محتوى الحرب، لكي يعترضوا على القرارات الجديدة، وهم بذلك يصطفون في خندق واحد مع العدو، ضد الوطن.
الأزمات الاقتصادية التي يمر بها العالم، والتغيرات السياسية في عدد من الدول العربية، والحروب التي تعيشها معظم الدول ضد الإرهاب والتطرف، قادت المملكة لهذا الوضع، ولعله يكون نقطة تحول لإصلاح داخلي شامل.