موسم الحج من أكبر المناسبات التي يجتمع بها المسلمون يتوافدون من جميع أقطار العالم استجابة لأمر الله سبحانه وتعالى وتلبية لنداء الخليل إبراهيم «عليه السلام» قال تعالى:
{وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ. لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} فقلما تجتمع أنواع العبادات في زمان كما تجتمع في موسم الحج، إنها منافع كبيرة في موسم عظيم من مواسم الخير والطاعة تتجلى به عظمة هذا الدين، من خلال مشاعره ومناسكه العظيمة وبأكبر مؤتمر يضم أُمّة الإسلام وأداءهم «مناسك الحج» الفريضة العظيمة أحد أركان الإسلام الخمسة توحيداً لله وعبادته وحده لا شريك له، فرجال الأمن -وفقهم الله وجزاهم خيراً- يقومون بواجباتهم وأكثر خدمة للحجيج بكل رحابة صدر وحب للخير ومد يد المساعدة في كثير من المواقف في طفل تائه وإعادته لأهله، وهناك من يرش رذاذ الماء على الحجاج تخفيفاً عليهم من شدة حرارة الشمس، وهناك من يخاطر بنفسه لإنقاذ الحجاج من كبار السن، ومنهم من يوجه ويرشد بكل حكمة وأريحية فعدسات الكاميرات التقطت الكثير من المواقف الإنسانية وهناك مواقف إنسانية متميزة لم تلتقطها الكاميرات تبقى عالقة في الأذهان لا ينساها الحاج مدى العمر إن هذه الخدمات التي تقدم من رجال الأمن والمسئولين تتبعها ابتسامة على محياهم تجعل الحاج يشعر بالراحة والطمأنينة في أداء مناسك الحج.
فما أعظم هذه الابتسامة وما أجمل أثرها فهي تتعلق في القلوب وتأنس منها النفوس، عن ابن عمر- رضي الله عنه-: «أن رجلًا جاء إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، أي الناس أحب إلى الله، وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال: [أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله -عز وجل- سرور تدخله على مسلم].
فالمملكة -نصرها الله وزادها عزّاً- تبذل جهوداً كبيرة ومستمرة وتتضافر جهودها بمشاركة مختلف القطاعات والإمكانات المادية والبشرية في تطوير جميع المرافق والخدمات الشاملة وإنفاقها للمئات من المليارات لبيت الله الحرام ولمسجد رسوله -صلى الله عليه وسلم- والمشاعر المقدسة، فشكراً لرجال أمننا ولرجال الجوازات ورجال الدفاع المدني ورجال المرور ورجال رئاسة الحرمين الشريفين ورجال وزارة الحج ولجانه ولرجال وزارة الصحة ولرجال الهلال الأحمر ورجال الكشافة، ولإمارة منطقة مكة المكرمة ولإمارة منطقة المدينة المنورة والبلديات والاتصالات السعودية وغيرها كثير من القطاعات والمؤسسات الوطنية ....... في كل ما قدمتموه من جهود وتفانٍ لراحة ضيوف الرحمن بكل كفاءة واقتدار يشهد بها القاصي والداني فجزى الله المملكة قيادة وشعبا خير الجزاء عن الإسلام والمسلمين.
وهناك من الأعداء الحاقدين من يقلل من تلك الجهود التي تقدم للحجيج بوضع الشبهات والكذب والتهويل، فالمواطنون وجميع حجاج بيت الله «واعون ولله الحمد» لمثل هذه الأكاذيب والشائعات المشوّهة للسمعة فلا يبالون بما يسمعون أو يشاهدونه عبر وسائل الإعلام بل إنها مثار للسخرية،
رد الله كيد الأعداء في نحورهم.
نسأل الله بمنّه وكرمه أن يحفظ الله هذه البلاد المباركة وشعبها الوفي وقيادتها الحكيمة الرشيدة -أيدها الله بنصره- بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي عهده. «وكل عام ومملكتنا الغالية والأمة الإسلامية بخير وأمن وأمان».