محمد بن علي الشهري
لا تحتاج إلى الكثير من الجهد والتمحيص لكي تتعرف على القلم أو الصوت (الرخيص) القابل لأن يكون سلعة متداولة في سوق (اللي تكسب به العب به)، أو أن يكون مجرد أداة تحت الوصاية لا تتحرك إلاّ بقدر ما تقتضيه منفعة وتوجيهات الوصيّ، أو بهما معاً، وخاصة إذا كان ذلك القلم أو الصوت ممن يتقنون فن اللعب على أكثر من حبال؟!!.
هذه النوعية الرديئة من الذمم التي لا يهمّها سوى مصالحها الخاصة، وكيف تتكسب، أضحت معروفة ومكشوفة للقاصي والداني، ساعد على كشفها والتعرف عليها عن كثب كونها تعمل في دائرة ضيقة، بضاعتها الأكاذيب والتطاول على الشرفاء وأصحاب المبادئ النزيهة الذين لم تتلوث أياديهم بتناول (العيديات والعوائد) على حساب الانتماءات وعلى حساب شرف المهنة والكلمة، ولكونها مفلسة، فضلاً عن كونها تعمل وتتحرك في دائرة ضيقة جداً، لذلك هي لا تجد وسيلة لملء المساحات التي تفترشها إلاّ من خلال ترديد وتكرار طرح أكاذيبها ومزاعمها وتلفيقاتها المعتادة بشكل يومي، إلى درجة أنه لا بأس لديها من الاستشهاد بالأموات بغرض الطعن في وقائع ثابتة وموثقة حتى في سجلاتهم أبطالها أصحاب الأيادي البيضاء، في مقابل الترويج لمعلومات مكذوبة اصطنعوها ولفقوها؟!!.
يقلدون، ويترسمون خُطى نظراء لهم ينتمون شكلاً للنادي (الحليف) بحكم خبرتهم الطويلة في هذا النوع من فنون التعاطي الممتد والمتوارث على مدى عقود، قلت: ينتمون شكلاً، وأنا أعي وأعني ما أقول، لأنهم استغلوا، وما زالوا يستغلون ذلك الانتماء الشكلي لتحقيق مصالحهم الخاصة من خلال حصر مجهوداتهم في تتبع كل شاردة وواردة تتعلق بالهلال، وهذا هو مربط الفرس، وهو المطلب الذي يسيل له لعاب الكثيرين من (سذج المدرجات) والاستراحات الذين يندفعون خلفهم تطبيلاً وتصفيقاً، ولا تعني هؤلاء ولا أولئك أوضاع النادي في شيء؟!!.
أنديتهم تعجّ بالمشكلات من كل صنف ولون، ومن كل حدب وصوب، ومع ذلك لا أحد منهم يجرؤ على تناولها ولو تلميحاً، والسبب أنهم أكثر تبعيّة وولاءاً لمصالحهم الخاصة وللمعازيب من الولاء للنادي الذي يتغنون بعشقه ويتشدقون بالذود عن مصالحه، ولأنهم أيضاً لا يمتلكون مقومات الخروج عن طاعة الموجّه المتحكّم في مواقفهم وتحركاتهم، لأنهم بكل بساطة، وكما وصفهم أحدهم بـ(الطحالب) التي تستوطن سطح الماء فتحجب عنه الضوء والهواء، فضلاً عن كونها تشكل المأوى والمرتع الخصب للطفيليات الضّارة، لا، ومن زود التكيّف مع وضع (قِلّة القيمة) فهم لا يجدون غضاضة في اتهام الغير بأسوأ صفاتهم هم؟!.
حتماً ليس ذنب (الهلال) أن فرقهم المفضلة استطابت الإقامة في سفح المنجزات ثم لم تبرح مواقعها، وليس ذنب (الهلال) أن أنديتهم لم توفر لهم الآفاق التي تفوق قدراتها وقدراتهم، ولم توفر لهم كذلك القيمة التي يتمتع بها نزلاء القمة.
إذن: التطاول على العظماء، يقيناً، لا يصنع عظماء مثلهم، لأنه أولاً وآخراً مجرد عبث يمارسه مرضى (مركّبات النقص) لا أكثر ولا أقلّ.. أما سُبل بلوغ المراتب العليا في كافة مجالات الحياة فهي معروفة ولكنها شاقة جداً، وبالتالي فهي غير متاحة إلاّ لمن يستحقها قولاً وعملاً.
بيت القصيد
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي