سعد بن عبدالقادر القويعي
لقي وسم «؟ #وطني_تفداك_روحي_والعلاوة « تفاعلاً كبيرًا؛ إِذ حمل أكثر من عشرات الآلاف من التغريدات، عبَّر فيها أصحابها عن خطورة الانجراف وراء الشائعات، وذلك في محاولة فاشلة منها؛ لزعزعة الثقة بين المواطن، وقيادته؛ إِذ تقف وراءها جهات، ودول مغرضة، يهمها النَّيل من أمن السعودية، - وخصوصًا - حين تتعلق الشائعة بأمور مصيرية، - سواء - من الناحية السياسية، أو الاقتصادية، أو الاجتماعية.
اليوم، أصبحت الشائعة أكثر رواجًا، وأبلغ تأثيرًا؛ بسبب ما يشهده عالمنا المعاصر من تطور تقني في وسائل الاتصال، - باعتبارها - ظاهرة اجتماعية عالمية، لها خطورتها البالغة على المجتمعات البشرية، وحربًا سافرة مستترة، تتوالد على ضفاف الحوادث، والملِمَّات، وتتكاثر زمن التقلبات، والمتغيّرات، - لا سيما - وأن مروجيها ينشطون أثناء ما نسميه بـ «أوقات توقع الخطر»؛ مما جعل تقنين نشر الشائعات جريمة ضد أمن المجتمع، وصاحبها مجرم في حق دينه، ومجتمعه، وأمته، مثيرٌ للاضطراب، والفوضى في الأمة، بقصد سوء النية، وبحسب ما تنص عليه مواد قانون العقوبات؛ لأن تأثيرها يصيب الناس بالقلق.
يحسن العدو صناعة الإشاعة؛ حتى في توقيت أنسب الظروف لظهورها، والعمل على تحقيق أهداف في غالبها تكون هدامة؛ من أجل تفريق الجمع، وتثبيط الحماسة لدى اتباعه، وإيغار الصدور تجاه البعض، وذلك من خلال إلغاء العقول عند كل شائعة، وغياب التفكير عند كل ذائعة، والانسياق وراء كل ناعق؛ فالصراع الأيديولوجي الذي يستهدف أعماق آحاد الناس سيؤثر فيهم، ويوجههم الوجهة المرغوب فيها؛ كونها تستهدف عمقه، وعقله، ونفسه، وقيمه.
كما أن البلاء يعظم عندما يكون في آحاد الناس جهلة بسطاء، يسمعون لهؤلاء المفتونين؛ فيتأثرون بإشاعاتهم، ويصبحون أبواقًا لهم، يرددون أراجيفهم، وينشرون فتنتهم؛ فيتولد من سعي أولئك، وقبول هؤلاء من الشر، والبلاء، وتوهين العزائم ما هو من أعظم البلاء على الأمة، وأكبر المدد للأعداء؛ وليصبحوا أدوات لترديدها دون أن يدركوا مدى خطورتها، - خصوصًا - في زمن تضاعفت خلاله سرعة انتشارها.
وأوضح دليل على ذلك، ما رأيناه في فترة اندلاع ما يسمى بـ»ثورات الربيع العربي»، حيث استغل الطابور الخامس الأخبار؛ لإثارة الشائعات.
إن الأمة الواعية لا تلتفت إلى الإشاعات، ولا تردد الأخبار الكاذبة دون تمحيص، ولا تفنيد، بل تكون مدركة لأحابيل، وألاعيب الأعداء، فلا يؤثر على مسيرتها، ولا يضعف روحها المعنوية. وهذا الأمر يقتضي ضرورة السيطرة على مصادر الشائعات، والقضاء عليها في مهدها، ودرء أخطارها بالحكمة، والطريقة السواء، والوعي العميق قبل أن يستطير شررها.