«الجزيرة» - تواصل:
بدأت إثنينية الذييب الأسبوع الماضي أولى ندواتها الأسبوعية في موسمها الجديد، حيث تُقام في منزل حمود الذييب في يوم الاثنين من كل أسبوع، واستضافت الإثنينية في مستهل موسمها الجديد فضيلة الداعية الشيخ عائض القرني، متحدثاً عن موقف المؤمن الحق من الأزمات التي قد يمر بها خلال حياته، وكيف أنها نعمة من الله سبحانه وتعالى وابتلاء ليرى أنشكر أم نكفر بأنعمه. وافتتح الإعلامي مناحي الحصان، منسق الندوة، الجلسة بالترحيب بالحضور وتهنئتهم بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وبمناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية متمنياً أن يعيده الله على هذه الدولة أعواماً عديدة وأن يحفظ للمملكة أمنها واستقرارها وقوتها وحزمها. واستهل الشيخ عائض القرني كلمته، بعد أن حمد الله وأثنى عليه، بالشكر الكبير على دعوته من قبل حمود الذييب، مرحباً في ذات الوقت بضيوف الإثنينية، الذي كان في مقدمتهم الشيخ حمد القاضي، عضو مجلس الشورى السابق، والشيخ الداعية محمد الحمد، عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم. وتناول الشيخ عائض القرني مسألة الأزمات التي يمكن أن يمر بها المؤمن، مؤكداً فضيلته على أن الله سبحانه وتعالى بيّن في كتابه الكريم أن هذا الأمر وارد الحدوث لأي إنسان وذلك في قوله تعالى {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}. وبالتالي فإن الإنسان لا بد له من أن يتوقّع دائماً حدوث التغيّرات في حياته، حيث إن الأمر لا بد من حدوثه. وأكد الشيخ القرني على أن الله سبحانه وتعالى جعل مع كل عسر يسرا ومع كل ضيق فرجاً ومخرجا، ولذلك فإن على المؤمن أن يتحلَّى بالصبر والاحتساب على ما أصابه امتثالاً لقوله تعالى {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}. من ناحية أخرى، تحدث الشيخ القرني عن المملكة توحيدها وانطلق مؤكداً على أن المملكة كوجهة أولى للإسلام والمسلمين على مستوى العالم فإنها ومنذ زمن بعيد مستهدفة من قبل أعدائها سواء من الصهيونية أو الصفوية الإيرانية، كما أن هذا التوجه ضد المملكة نراه يتغيّر باختلاف الزمن وهو الآن يتجلّى في محاولات بث الفرقة والانقسام بين أفراد الشعب السعودي. وبينما يؤكد الشيخ على أن الأمر نوع من الابتلاء فإنه يرى أن الحل الأول يأتي بالعودة إلى الله جلّ وعلا والتوجه إليه بالدعاء ليكشف هذه الغمة وأن يحمي هذا البلد من كيد الكائدين.وحث الشيخ القرني الحضور على التفاؤل والتحلّي بالأمل مذكراً بأن هذا كان نهج النبي صلى الله عليه وسلم رغم كل ما طاله من ابتلاءات ومحاربة من أعدائه، وليس أدل على ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه عندما اختبأ في الغار: «ما بالك باثنين الله ثالثهما»، ومن هنا فقد حذَّر الشيخ من الاستماع والانسياق وراء الأصوات السلبية والمحبطة التي قد تؤثّر سلباً على روح التفاؤل والأمل التي يجب أن يتحلّى بها المرء على كل الأحوال.
وفي نهاية الأمسية قدّم الشيخ حمود الذييب درعاً تكريمياً للشيخ عائض القرني على مجهوداته في الدعوة وأعماله ومؤلفاته التي أسهمت في إرساء تعاليم الإسلام والتأكيد على أن الإسلام دين الوسطية والاعتدال وأن المملكة العربية السعودية هي مهد أهل السنة والجماعة، حيث نزل فيها الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم.