«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
«إطلالة» اليوم تتناول موضوعا هاما وحيويا تضخ من أجله الدولة ومن خلال وزارة الصحة مليارات الريالات سنويا من ضمن اهتمامها وحرصها على توفير الدواء والعلاج لكل مواطن ومقيم. مهما كانت قيمة هذا الدواء ولكن وما أصعب ولكن في هذه الحالة، والظاهرة المعاشة ألا وهي ذلك الاسراف الذي يقوم به المئات بل الآلاف من الاطباء الاستشاريين والعامين في بلادنا وغير بلادنا الا وهي كتابة (المضادات الحيوية) بصورة مسرفة وغير معقولة ومقبولة.
وكنت قبل عقود ألقيت محاضرة مبسطة عن ضرر الاسراف في أدوية المضادات الحيوية «ضمن أحد الأسابيع الصحية. والمضادات الحيوية كما لا يخفى على البعض خصوصا أصحاب الشأن من أطباء وصيادلة وفنيوها تعتبر من أهم الاكتشافات العلمية في مجال الطب في القرن الماضي ومن أكثر الأدوية استهلاكا وفي مختلف دول العالم. وبالتالي حققت وتحقق سنويا شركات الادوية المنتجة لها مليارات الدولارات بفضل صرف هذه الأدوية. ومنذ اكتشافها بالصدفة على يد البرفيسور «الكسندر فلمينغ» عام 1928م من خلال فحصه للوحات العفن لاحظ حلقات العفن خلوها من البكتيريا. بفضل المواد التي جاءت من العفن.. وهكذا بدأ الاكتشاف. للتتطور عملية البحث والتجربة ومن ثم انتاج المواد المضادة للبكتيريا.. على اختلاف مسمياتها ونوعياتها وحتى تميز البعض منها.. وهكذا نجد أن المضادات الحيوية هي نتيجة للمواد التي تفرزها مخلوقات دقيقة والتي يمكنها أن تحدث تدميراً أو توقف تكاثر أو نمو مخلوقات اخرى دقيقة، وقد تم فصل الآلاف من الأنواع وتصنيع عشرات الآلاف الأخرى ولكن التي تستخدم وبكثرة في العلاج لاتتجاوز 100 نوع فقط نظرا لأن الصلاحية للاستعمال لاتعتمد على نشاطها وفعالياتها فقط، ولكن هناك عوامل أخرى مثل وجود آثار سمية أو تأثيرات جانبية شديدة الخطورة بالاضافة الى عوامل أخرى متعددة؟! ومن هنا، باتت المضادات الحيوية والتي تصرف في مختلف المستشفيات والمستوصفات والمراكز الطبية وحتى العيادات الخاصة أمضى وأقوى الأسلحة التي يستعملها أحبتنا الأطباء والطبيبات، وهي كذلك تستخدم في مجالات الطب البيطري.
وكانت لفترة أيضا تستعمل في القضاء على الآفات والأمراض النباتية. وحتى لحفظ بعض أنواع الأطعمة المحفوظة.. والمؤسف هنا أن البعض من الاطباء وحتى الصيادلة يقومون بصرف أدوية المضادات الحيوية بدون تحفظ أو اعتبار لما قد تسببه من أخطار أو حساسية لبعض المرضى والمريضات، خصوصا الأطفال؟!
ومع تنامي الجراثيم والميكروبات وانتشارها باتت بعض المضادات الحيوية المعروفة لا تفيد فيها؛ مما تسبب في تفاقم حالات مرضية مختلفة في بريطانيا وأمريكا والعديد من دول العالم الثالث مع انتشار الادوية المغشوشة ومصانع الأدوية غير المرخصة والتي تسببت في وفاة العشرات.
هذا، وحذر الصيدلاني «على عبدالله» المدير التنفيذي للمركز المصري للدراسات الدوائية في مواقع مصر العربية: من الافراط في كتابة العديد من الادوية ومن ضمن الأدوية التي حذر منها المضادات الحيوية المشهورة التي تحتوي على مادة أزيثرومايسين مثل أدوية زيثرون وزيثروماكس زيسروسين خاصة للمرضى الذين لديهم استعداد لاعتلال القلب. والأدوية التي تحتوي على مادة أموكسيسيلين مثل أموكسيل وإيموكس وهايكونسيل وهي مضادات حيوية كثيرة التداول ورخيصة السعر وفي متناول الجميع، خاصة في أرياف الأقاليم، ويسبب ذلك في المرضى الذين أجروا عمليات أو من لديهم دعامات في القلب.
وماذا بعد، لا يختلف اثنان على أهمية المضادات الحيوية لكن بدون افراط وتفريط ولاشك انها مفيدة في حالة وجود مرض ما لدى أحدهم ولكن يجب ان يكون ذلك من خلال الفحص والتأكد من عدم وجود حساسية لهذه المضادات. خاصة لكبار السن ومن يعانون من امراض القلب والضغط والسكري. وان نبتعد قدر المستطاع عن الاسراف في استخدامها، وان تكون هناك رقابة طبية جادة على ذلك.