د.علي القرني
وصلت الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية إلى أدنى مستوياتها في الانحطاط، لدرجة أن دونالد ترامب يتهم هيلاري كلنتون أنها غير مخلصة لزوجها، في محاولة يأئسة ربما لإخفاقاته في استطلاعات الرأي العام بعد المناظرة التلفزيونية التي دارت بينه وبينها وكسبتها هيلاري بنسبة تزيد عن 60% وخسرها ترامب بنسبة أقل من 30%، واليوم تشير أحدث الاستطلاعات إلى تقدم هيلاري كلنتون على دونالد ترامب بخمس نقاط، وباقي على الانتخابات شهر تقريبا.
من الواضح جدا تخبط ترامب في حملته الانتخابية، فهو أول شخص يقدم الهدايا إلى كلنتون من خلال سقطاته التي لا تحصى والتي أصبحت عادة من عاداته، فقلما يمر يوم دون أن يسقط بخطاب أو تصريح أو تغريدة. وأصبح العالم - على وجه التحيد - ينتظر تغريدات ترامب التي تأتي الساعة الثالثة فجرا، لأنها عادة تأتي بدون وعي. وهذا ما ينادي به مؤيدوه أن يكف عن تغريدات الليل المتأخر، التي عادة تأتي بنكبات انتخابية على ترامب. كما أشار عدد من قيادات الحزب الجمهوري إلى خطورة هذه التغريدات على مسار حملته الانتخابية.
كما بدأت الصحافة والإعلام الأمريكي تنبش عن فضائح ترامب، وآخرها فضيحة نشرتها بوثائق صحيفة نيويورك تايمز أنه لم يسدد فلسا واحدا للخزانة الأمريكية من الضرائب لمدة عشرين عاما، مدعيا، إفلاسه بحوالي مليار دولار عام 1995م، وهذه الفضيحة التي لم ينفيها، ولكنها دائما يشير إلى أن رجل الأعمال بذكاء يجب أن يتحايل دائما من أجل أن يتجاوز دفع الضرائب للخزينة الأمريكية. وفي خطته الاقتصادية هو يعمل من أجل تخفيض الضرائب على الشركات الكبرى مقدما لشركاته ومن يكن في مستواه خدمات تضاعف من أرباح هذه الشركات.
وعلى الرغم من هذه الخدمة الكبيرة التي قد يقدمها ترامب لكبرى الشركات الأمريكية بتخفيض الضرائب عنها، إلا أن كبار التنفيذيين في الشركات الكبرى لا يثقون في ترامب، ففي استطلاع لرؤساء أكبر مائة شركة أمريكية أشاروا جميعا وبدون استثناء إلى دعمهم لكنتون وليس لترامب.
لقد استعدى ترامب وسائل الإعلام الأمريكية، وحتى العالمية، وأصبح يكيل لها التهم، وآخر هذه التهم لمذيع شبكة NBC ليستر هولت الذي أدار الحوار بينه وبينه كلينتون في المناظرة التلفزيونية الأولى بسبب أسئلته عن بعض الأمور التي لم ترق لمزاج ترامب، وسجلت من خلالها كلنتون تفوقا عليه. ومذيعا المناظرة الثانية هما كوبر اندرسون من CNN ومارثا راداتز من ABC، والتي ستنظم بجامعة واشنطون بمدينة سانت لويس يوم الأحد القادم 9 أكتوبر. وسيتم في هذه المناظرة استقبال أسئلة من الجمهور الحضور الذين يتم اختيارهم من قبل مؤسسة قالوب لاستطلاعات الرأي العام حيث تأكد أنهم لم يقرروا أصواتهم ولم تتحدد هويتهم التصويتية لأي من المرشحين، إضافة إلى أن المذيعين سيلخصان على شكل اسئلة أهم القضايا والموضعات التي تناولت شبكات التواصل الاجتماعي. وتبقى المناظرة الثالثة والتي ستكون في رحاب جامعة نيفادا بمدينة لاس فيقاس في 19 أكتوبر، وسيديرها كريس ولاس من شبكة فوكس الموالية جدا جدا لدونالد ترامب.
وتواصل هيلاري كلنتون توظيف سقطات ترامب لصالحها، وهذا ما جلعها تكسب عددا من الولايات التي كانت متأرجحة بين الديموقراطيين والجمهوريين، مما يرفع حظوظها في إمكانية الفوز في هذه الانتخابات. كما تتوالى بعض الظروف التي تصب في مصلحة كلنتون وتضر بفرص ترامب، حيث أوقفت السلطات في ولاية نيويورك عمل المؤسسة الخيرية لترامب، لعدم استيفائها التراخيص المطلوبة، ولعدم تقديم كشوفات مالية بحساب هذه المؤسسة وإيراداتها ومصروفاتها.